تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
أخبروني أنك تحبها..وبعض الأنباء خناجر
(1)
أحقا ستأخذك مني؟
أحقا ستكتب عنها
مثلما كنت تكتب عني؟أحقا ستبوح لها بسرّي معك
وأنك..وأني؟
أحقا ستفتح لها ذراعيك
وتغني لها
أحقا ستطويني كالدفاتر القديمة
وكأني ما كنت لك يوما
غاية التمنّي؟
(2)
فهل ستحبّك بخرافة مثلي؟
هل ستسجد لله شكرا لأنك من بين رجال الأرض كنت حبيبها؟
هل ستنبت لها أجنحة حين تسمع صوتك
وتتحول الى عصفورة صغيرة
تفرّ من زحامهم
وتطير بصوتك بعيداعن عالمهم
وكأن صوتك فرحة عمرها التي لن تتكرر؟
هل ستقف فوق شاطىء البحر في الصباح الباكر
وتنظر الى البعيد
وفي داخلها عاشقة مجنونة
تتساءل بصوت الحلم:
ماذا لو رستسفينة نوح الاّن
وكنت أنت فوق ظهر السفينة
ومددت لها يدك كي تكون نصفك الاّخر فوق السفينة؟
هل ستتمنّى أن تكون بائعة الكبريت
فتمرّ على ديارك تمنحك الدفء شتاءا
أو تكون بائعة الثلج
فتغرس قطع الثلج في طريقك صيفا
أو تحلم بالصعود الى الشمس
كي تخفيها بضفائرها
وتهمس في أذنيها:
ترفقي به
فانه أبي الذي لم ينجبني
وطفلي الذي لم أنجبه؟
هل سينقبض قلبها حين يصيبك مكروه
فتشعر بألمك قبل أن يصيبك
أو بحزنك قبل أن يتسرّب اليك
أو بالاّه قبل أن تستقر بك
وتتعرف اليك ولو كانت عمياء
وكنت بين ألف رجل؟
هل ستغمض عينيها وتسافر الى وطنك خيالا
وتمشط بأقدامها طرقات حيك القديم
وتقرأ فوق الجدران خربشات مراهقتك
وتدخل بيتك القديم
بفرح أنثى تهمّ بدخول جنّة الخلد
فتصافح والدك..وتقبّل والدتك
وتدخل غرفتك القديمة
تتصفّح أركانها بلهفة
هنا جلس يوما
هنا ذاكر دروسه
هنا لعب..هنا كبر
هنا عشق..هنا بكى
أمام هذه المراّة وقف بكامل أناقته
وأمام هذه النافذة وقف بكامل جاذبيته؟
هل ستتمنّى أن ترتدي طاقية الاخفاء
لتجلس الى جانبك وأنت تقود سيارتك
وترافقك الى عملك صباحا
فتقرأ كتبك المهجورة
وتعبث بأوراقك المهملة
وتشاركك قراءة جريدتك الصباحية
وتحتسي من فنجانك بقايا قهوتك؟
هل ستبوح باسمك
لامرأة صالحة على فراش الموت
وتهمس لها بخجل:
ان التقيت الله في السماء راضيا عنك
فاطلبي منه هذا الرجل..لي
هل ستقرأ القراّن بخشوع
فاذا ما انتهت منه
سجدت لله وهي تردد:
اللّهم اني قد وهبته ثواب كل حرف من حروفه
فاجعلها في صحيفته؟
وبعد أن أرعبنا الصباح:هل ستفعل هي كل هذا؟
يشهد الله أني قد فعلت
يشهد الله أني قد فعلت
يشهد الله أني قد فعلت
...............................................................
...............................................................
...............................................................