انتخابات 2010: العراق اليوم باللون البنفسجي
المستقبل - الاحد 7 آذار 2010 - العدد 3587 - الصفحة الأولى - صفحة 1
بغداد ـ علي البغدادي
ترسم أنامل ملايين العراقيين التي ستصطبغ بلون البنفسج اليوم ملامح حقبة سياسية جديدة تخرج العراق من حالة الاصطفافات الطائفية والعرقية التي ميزت المشهد السياسي خلال السنوات الاربع المنصرمة الى فضاء اوسع يقوم على تحالفات وائتلافات وفق أسس ومعايير مختلفة.
وعلى الرغم من المخاوف التي تعتري الكثيرين من حدوث عمليات تزوير لنتائج الانتخابات الا ان العراقيين يعولون على التغيير الذي ستحدثه الانتخابات باعتبارها احد أهم الاستحقاقات الوطنية التي تشهدها البلاد على طريق الحياة الديمقراطية وإعادة صياغة المشهد السياسي وفقا للارادة الشعبية خصوصاً انها ستعتمد نظام القائمة المفتوحة التي تتيح للناخبين اختيار ممثليهم في البرلمان الجديد الذي سينوء بحمل العديد من الملفات الحساسة التي لم تجد طريقها إلى الحل في الدورة التشريعية المنتهية.
ويحمل المشهد الانتخابي تنافساً حامياً ستحدد ملامحه رغبة الناخبيين باتجاه اختيار القوائم المتنافسة التي تنحصر بـ"ائتلاف دولة القانون "(نوري المالكي) و"الائتلاف الوطني العراقي" (ابراهيم الجعفري) و"العراقية" (اياد علاوي) و"التوافق العراقي" (اياد السامرائي) و"ائتلاف وحدة العراق" (جواد البولاني) و"التحالف الكردستاني" بالاضافة الى قوائم انتخابية صغيرة وشخصيات مستقلة.
ومع ان نتائج الانتخابات ستتأخر لاسابيع بحسب مصادر مفوضية الانتخابات، الا انه من المؤكد انها ستحمل تغييراً في الوجوه والمواقف، وبالتالي لن تكون حال البرلمان المقبل كما كانت في السابق.
ومع ساعات الصباح الاولى يدلي اكثر من 18 مليون عراقي بأصواتهم في الانتخابات التشريعية التي يشارك فيها 165 كياناً سياسياً ينتمون إلى 12 ائتلافا انتخابيا تضم اكثر من 6 الاف مرشح لاختيار 325 نائبا في البرلمان المقبل، وسط اجراءات امنية مشددة اتخذتها السلطات العراقية، اذ اعلنت قيادة عمليات بغداد أستنفار 200 ألف عنصر امني من قوات الجيش والشرطة الاتحادية والاستخبارات والأمن الوطني لتأمين الحماية للمراكز الانتخابية.
وقال الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا في مؤتمر صحافي امس أن "قيادة عمليات بغداد وضعت خطة مركزية لتأمين الأوضاع الأمنية خلال يوم الاقتراع العام تتضمن نشر 200 ألف عنصر امني في مختلف مناطق بغداد"، مشيراً إلى أن "قيادة عمليات بغداد تتوقع لجوء المجاميع المسلحة إلى استهداف المراكز الانتخابية بواسطة الأحزمة الناسفة"، ومشددا ان" دور القوات الأميركية سيكون مساندا اذا تطلب الأمر".
ولفت الى أن "حظر التجوال سيطبق في العاصمة العراقية اعتبار من الساعة العاشرة مساء اليوم (امس) وحتى الساعة الخامسة صباح يوم غد (الاثنين)"، مؤكدا أن "الأجهزة الأمنية لن تسمح لأي مركبة بالتجوال في العاصمة ما لم تكن تحمل تصريحاً من الجهات الأمنية".
بدروها، اكدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات استكمال جميع الاستعدادات الخاصة بالاقتراع العام الذي سيجرى اليوم بمشاركة 18 مليون و600 الف ناخب عراقي في عموم المحافظات العراقية، بحسب عضو المفوضية سعد الراوي الذي اشار الى ان "عدد المراقبين الدوليين بلغ نحو 657 مراقبا دوليا موزعين على الداخل والخارج".
كما اعلن عضو المفوضية قاسم العبودي في تصريح صحافي امس ان "المفوضية العليا فتحت محطتي اقتراع في الموصل للمسيحيين المهجرين".
وكانت الهجمات ضد المسيحيين قد تصاعدت مؤخرا لاسيما في مدينة الموصل التي يعيش فيها العرب والكرد والمسلمون والمسيحيون.
وغداة انطلاق الانتخابات البرلمانية العامة، أبدت شخصيات سياسية عراقية ومنظمات لمراقبة الانتخابات مخاوفها من تزوير نتائج الانتخابات، في حين أكدت المفوضية العليا للانتخابات أن إجراءاتها ستحول من دون وقوع أي تزوير.
وحذر اسامة النجيفي القيادي في "الكتلة العراقية" من حدوث تزوير في الانتخابات مطالبا برقابة دولية. وقال انه "من المتوقع ان تحدث محاولات للتزوير من قبل الاطراف التي تشعر انها مهزومة والتي ستحاول بكل الوسائل التلاعب بنتائج الانتخابات والتدخل في آلياتها وعمليات الفرز وما شابه" مشيراً الى ان "الجو العام للانتخابات ينبئ بان هناك عمليات تزوير اعد لها سلفاً بترتيبات داخل المفوضية، وزرع الموظفين الموالين وصرف المال السياسي".
من جهته رأى منسق "منظمة شمس" لمراقبة الانتخابات هوكر ججو أن "المفوضية العليا للانتخابات أكملت جميع استعداداتها، ومن جميع النواحي، إلا أن المخاوف من عمليات التزوير لا تزال قائمة، لاسيما لجهة عمليات اقتراع الاميين"، مشيرا إلى أن "90 في المئة من سكان القرى العراقية أميون، ومن السهل استغلالهم للتصويت لمصلحة بعض الجهات من دون أن يعلموا".
وطالب ججو موظفي المفوضية "بالعمل على تلافي هذه الحالات"، لافتا إلى أن "الأمر الثاني الذي يثير المخاوف من حدوث عمليات التزوير هو قضية انتخابات الخارج"، وقال أن "هذه القضية معقدة بشكل ما بسبب طلب المفوضية من العراقيين في الخارج جلب أكثر من وثيقة للسماح لهم بالتصويت".
وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق آد مليكرت إن "لدى بعثة الأمم المتحدة 13 فريقاً متخصصاً بمراقبة الانتخابات سيشاركون بالعملية"، لافتا الى ان "هذه الفرق ستعمل على مراقبة العملية الانتخابية وتسجل ملاحظاتها بشأن الخروقات التي قد تحصل".
وحاولت المفوضية العليا للانتخابات تبديد المخاوف من حصول عمليات تزوير، وذلك عندما أكد رئيس المفوضية فرج الحيدري سلامة الحبر المستخدم يوم الاقتراع العام اليوم.
وقال الحيدري ان "الأحبار المستعملة في الانتخابات تم تصنيعها داخل العراق بتركيبات معقدة بعد أن كانت تستورد من شركات من خارج العراق"، مشددا على ان "مادة الحبر التي يتم استخدامها حالياً لا يمكن إزالتها بسهولة".
وكانت المرجعية الدينية في النجف قد حذرت ايضاً من تزوير الانتخابات عبر استخدام أحبار تسهل إزالتها.
وتبدي القيادات السياسية العراقية اهتماماً كبيراً بالاستحقاق الوطني، وقال رئيس مجلس النواب العراقي اياد السامرائي في كلمه له امس ان "العراق أمام مرحلة تاريخية حاسمة فلم يبق إلا ساعات وتبدأ عملية الانتخاب لمجلس النواب الجديد التي نتطلع إلى أن تشهد أعلى درجات المشاركة ".
واضاف السامرائي مخاطبا العراقيين "أنكم تصنعون مستقبل العراق وتحملون أمانة الاختيار، صوتكم هو الأساس فيما سيكون عليه وضع العراق خلال السنوات الاربعه المقبلة، لا تفرطوا بحقكم ولا تستهينوا بالامانة الملقاة على عاتقكم".
وكان الرئيس العراقي جلال الطالباني أكد مساء اول من أمس ان "صناديق الاقتراع ستكون الفيصل بين جميع المرشحين الى البرلمان والحكومة المقبلة واختيارات ابناء الشعب العراقي، وستكون المرحلة المقبلة مهمة لمكافحة الفساد الاداري والمالي"، مشيراُ إلى ان "هذه المرحلة سترسخ معالم حياة الشعب العراقي الواحد".
وأكد الطالباني ان "قوى ظلام تريد النيل من العراق من خلال حصولها على دعم من دول لا تريد استقرار الامن في العراق"، وقال: "لا نريد سوى ان تكون اصواتنا احجاراً لبناء العراق الجديد".
07/03/10, 05:32 pm
رسالة sms
