الاديب وتقديم النص

موضوع: الاديب وتقديم النص 12/07/09, 07:55 pm

* مهند صلاح

الأديب .. تقديم النص للمتلقي
- قراءة فـــــــي العــقل الشـــــــعري –
-الجزء الأول -

إن الإعلان عن التجديد في النصوص الأدبية والفكرية بدأ يأخذ في مطلع القرن الواحد والعشرين أساليب جديدة التجأ إليها الأديب لتوضيح الكثير من المشاكل التي قد تواجه النص بعد عرضه أمام مخيلة القارئ.إضافة إلى اتساع الثغرة الواضحة بين هذا الأديب والمتلقي الذي يطرح عليه الكثير من الأسئلة الغامقة حول الطرق التي تمكن هذا المتلقي من تشريح النص ووضع النظريات التي تساعده في دخول موفق لسبر أغوار هذه النتاجات .. لذا كان من الطبيعي أن يأخذ الأدباء العراقيين نفس النهج الذي إتخذه من قبلهم أدباء عب وغربيون أمثال أدونيس , حيث كان العقل الشعري بكتابه الأول للناص – خزعل الماجدي – يزيل العتمة عن نصوصه التي شرعت نحو كتابة جديدة تداولت تسميتها على مسامعنا منذ فترة وهي –النص المفتوح – الذي قدم نصا مغايرا يحمل في كنفه الكثير من الأجناس المجاورة لمنطقة الشعر والتمهيد للإعلان عن ماسماه الماجدي – جوهر الشعر – حيث يحتوي الكتاب الأول بين طياته دراسات حول – العقل الشعري الخالص- الذي بدأه – بميتا جماليا الشعر – والتي ينطلق فيها من – الاتجاهات الأدبية الحديثة – ل- ر.م.ألبيرس – مرورا بأهمية النظرية الشعرية التي يوليها أهمية كبيرة لتوضيح المسارات الخاصة والعامة للنص الحديث والاتساق التام بين الفلسفة كرافد حقيقي للمنطقة المثلى داخل العقلية الشعرية والربط بين ميتا جمالية الشعر والعلم وتحديد اللغة والإشارة باعتبارهما مشروعين هامين لنجاح النص , ثم يتجه نحو المخيلة وارتكاز أهمية تحديد قطبا العقل والكون الذي من خلالهما يشير إلى جوهر الشعر ومراكز- اللوغس والايروس – ويقترح مراحل ظهور هذا الجوهر بمراحل وضعها هو – أنطلوجيا الشعر – وفينومونولوجيا الشعر- وينتقل إلى – العقل الشعري المحيط – والذي إفتتحه

(1)

بالشعر الموروث وجذوره الممتدة نحو الشعر الحديث وعلاقة الأسطورة

ووظائفها بالشعر وامتدادها نحو التاريخ . بمعرفة مناطق الحداثة ويبرر ذلك بطرق خاصة إبراز أوهامها وإعطاء الحلول البديلة , وينتهي مؤقتا ب – العقل الشعري الناطق – وهو يستعيد دراسات في إعادة تعريف الشعر بين غامض وجميل وإبراز تقنيات – اللغة والكلام والشعر – مشيرا إلى تحديد مناطق قد أشار لها مسبقا الكاتب ( رولان بارت ) في درجة الصفر , ويعتبر النصوص ( منفتحة ومغلقة ) من أبرز المناطق الجمالية للنص المفتوح واليات المغامرة اللغوية في الشعر , وتفجير الطاقة المدفونة داخل النص , ويتحول نحو دراسة معمقة لقصيدة النثر باعتبارها جوهر للشعر عبر التقدم نحو فضاءاته وإبراز الدلالات التي تكشف مصدر هذه القصيدة والآليات التي اعتمدت عليها لتكون بهذا الشكل الذي نراه . كما بين أهم الصفات التي تتميز بها كالوحدة والكثافة والخيال المحسوب والمعنى إنتهاءا باللازمنية .. ويبين الكاتب مميزات قصيدة النثر العراقية وجذورها القديمة الممتدة عبر مسيرة طويلة بين الشعر السومري والبابلي والجاهلي والعباسي بطريقة خاصة أوضح فيها عمق هذه القصيدة وتجذرها عبر العصور لتصل إلينا الآن بالشكل الذي نراه , وليس كما يصفها البعض على إنها نتاج غربي بل بأنها نتاج عراقي سومري . ثم ينتقل ببحثه الأخير إلى منطقة قصيدة الصورة وهو مدخل نظري حيث يقول ( قد نستطيع أن نعرب قصيدة الصورة إذا استعرنا من الفلسفة مقولة – الجوهر والعرض – وحق لنا اعتبار الشعر جوهر والقصائد هي العوارض المتغيرة القلقة المتحركة بهذا الجوهر ) ويوضح أهمية الصورة في الشعر وتقنية الأداء وهو يبحث بشكل مستمر ولامتناهي عن الصيغة المثلى التي يمكن لها أن تقرب النصوص من القراء وتوصلهم إلى مراحل التلقي الصحيح لاالغوص في أعماق مظلمة قد تؤدي بهم في النهاية إلى طرق مغلقة لاتشير إلى تفكيك ذواتها ...

(2)