الفن00
الفن ذلك الابداع الذي يعبر عنه بالاحاسيس والمشاعر التي تكمن داخل الانسان فتخرج
عن طريق الاعمال الفنية المختلفة ولطالما أهتم الانسان منذ الازل بالفن والابداع00
فحضارة وادي الرافدين تشهد بوصول الكثير من المعالم والقيم الفنية الغاية في الروعة
والتي أفادت عالمنا الحاضرفي أرساء روح الفن والتعبير عنه بكل الوسائل كالرسم
والنحت ومزاولة الاعمال اليدوية المختلفة والتي كثير مانطالع وجودها في الاسواق
الفلكلورية والتراثية التي تعتز بالمشغولات المتوارثة ومنها النقش على النحاس والصفر00
ويدخل الفن في كافة الصناعات التي لايمكن ان تكون دون أن تتدخل يد الفنان في أضفاء
اللمسات الفنية في تصميمها00فعلينا أن نهتم بهذا الجانب المهم من الحياة لخلق عالم من
الجمال يبدأ من البيت الى المدرسة والى كافة ميادين الحياة الاخرى00
والفن يواجه الحياة بوسائل يجدها ضرورية للتعبير عن المواقف وانها رؤية الى العالم
من وجهة نظر الفنان المفكر وقد جاءت هذه الرؤية مستمدة من مايدركه الشعور في مفردات
الوجود ومن ماهو متصل بالعالم نظريا وتكنولوجيا فما تعطيه الحضارة من اعتبارات تكوينية
بحاجة الى كشف وتقصي فكري للعلوم وايضا ماتعطيه الطبيعة والبيئة المتجددة من سمات,
تعطي للفن المتنفس لتفريغه بشكل من الاشكال التعبيرية00بالاضافة الى ماينقل من العالم
الباطني الذاتي والارضية الفكرية للفنان وبما تحمله من اختلاجات وتحسسات مستبطنة
الى داخل العمل الفني تعلو وترتفع بواقع المستوى الاجتماعي للفنان بالاضافة الى المستوى
الاجتماعي والواقعي للمتلقي والحالة الثقافية للمجتمع بشكل عام00
وهناك من رفد البلد بالكثير من الاعمال الفنية الزاخرة بالمعالم الحضارية اللائقة بفنها
وجمالها تعتبر بمثابة الكنوز التي تزينت بها الساحات وأمتلئت بها القاعات والكثير من
الاماكن التي احتفت بتلك الاعمال الجميلة والجليلة برغم ما مـــر من ازمان وتواريخ والتي
كان لها الاثر المعماري والفني البهيج والرائع في امتلاك سلطة المكان00
نصب الحرية00
ملحمة تتحدث عن التاريخ شعلة تسلط أضواء الوعي على عوالم بعيدة تعانق الشمس
عند شروقها وتودعها عند الغروب وكان قصد الفنان الراحل جواد سليم في ذلك ان يبعث
الحياة في ملحمته فوضعها في مسيرة الشمس حيث تطول الظلال وتقصر فتكون الاشكال
في حركة دائبة لانها تستجيب لكل لمحة من الضوء المتغير0وذلك أثر فني يصدح بموسيقى
سحرية صافية كانها انغام صيغت من حجارة00تخلل النصب الفنون البابلية والاشورية
والسومرية القديمة أضافة الى رواية احداث ثورة 1958 00والنصب يحتوي على 14
قطعة من المصبوبات البرونزية المنفصلة وعندما نطالعه تكون الرواية قد أبتدات من اليمين
الى اليسار00
جواد سليم (1921_1961) نحات عراقي يعتبر من اشهرالنحاتين في تاريخ العراق
الحديث00
من عائلة اشتهرت بالفن00نال الجائزة الفضية في النحت في اول معرض للفنون في بغداد
سنة 1931 ثم درس النحت في باريس وكذلك في روما وفي لندن وترأس قسم النحت في
معهد الفنون الجميلة في بغداد حتى وفاته في 23 كانون الثاني 1961 00أسس جماعة بغداد
للفن الحديث مع الفنان شاكر حسن آل سعيد والفنان محمد غني حكمت00وهو احد مؤسسي
جمعية التشكيليين العراقييين00فاز نصبه(السجين السياسي المجهول) بالجائزة الثانية في
مسابقة نحت عالمية وكان المشترك الوحيد من الشرق الاوسط وتحفظ الامم المتحدة لنموذج
مصغر من البرونز لهذا النصب00في عام 1959 شارك مع المعماري رفعت الجادرجي
والنحات محمد غني حكمت في تحقيق نصب الحرية القائم في ساحة التحريرببغداد00
محمد غني حكمت نحات عراقي ولد في بغداد عام 1929 تخرج من معهد الفنون
الجميلة في عام 1953 ,عضو في جماعة بغداد للفن الحديث اقام عدة معارض شخصية في
بغداد وبيروت وروما00صمم مجموعة من التماثيل والنصب والجداريات داخل بغداد منها
تمثال (شهريار وشهرزاد) (كهرمانة) (حمورابي) (جدارية مدينة الطب) تظهر في تجربته
سمات اسلوبية عن تأثيره بالنحت السومري والاختام الاسطوانية السومرية بما تتركه من
تعاقب الاشكال المستطيلة المستدقة في الطين الذي تطبع فيه00 درس النحت في اكاديمية
الفنون الجميلة منذ عام 1962 00اكمل انجاز نصب الحرية مع الفنان جواد سليم00
تمثال كهرمانة00
انشأ تمثال كهرمانة في الستينات من القرن الماضي في ساحة مشهورة في بغداد هي
الساحة المسماة باسم النصب ساحة كهرمانة الواقعة عند مفترق الطريق بين منطقتي الكرادة
الداخل والخارج000يحكى ان كهرمانة او(قهرمانة) هي فتاة ذات فطنة وذكاء وكان المسافرين
يؤون الى خان ابيها والذي كان يشبه الفندق وكان لابيها عربة محملة بعدد من الجرار يقوم
بملئها بالزيت وبيعه في السوق صباح كل يوم وفي ليلة من الليالي نهضت كهرمانة على
سماع اصوات غريبة فشاهدت عدد من الغرباء اختبأوا في الجرار الفارغة وقد اطلوا
برؤوسهم متخوفين من رجال الشرطة الذين احاطو المكان00فأخبرت كهرمانة والدها0ثم
اتفقا على اثارة ضجة حتى يخفي اللصوص رؤوسهم وبعدما تحقق ذلك قامت كهرمانة
بملىء احدى الاواني بالزيت ثم وبدأت تصب في الجرار الواحدة تلو الاخرى00ولما انتهت
المهمة نهضوا اللصوص واخذوا بالصراخ والعويل مما دفع رجال الشرطة للامساك بهم0
هذه القصة كما تروى في الحكايات القديمة يعود تأريخها الى ماقبل العصر الاسلامي00