ماريا شارابوفا: اللاعبة الأجمل على سطح الكوكب

ولدت ماريا يوريفنا شارابوفا في 19 نيسان (ابريل) 1987 في نياغان في سيبيريا. يتحدر والداها من غوميل في بيلوروسيا (روسيا البيضاء) لكنهما نزحا الى روسيا في العام 1986 غداة حصول كارثة مفاعل تشيرنوبيل النووي.
عندما بلغت ماريا سن الرابعة من عمرها، أهداها صديق والدها (وهو والد اللاعب الشهير يفغيني كافيلنيكوف اول مضرب للتنس، ثم تعلقت بهذه الرياضة بفضل لوري لودكين. وبعد سنتين حضرت معرضاً اقامته اللاعبة الاسطورة مارتينا نافراتيلوفا في موسكو، وسمحت لها الفرصة بتبادل بعض ضربات الكرة معها، وسرعان ما نصحت هذه اللاعبة العملاقة، والد ماريا بارسالها الى فلوريدا لتعلّم اصول اللعبة في معسكر التدريب الشهير الخاص بالمدرب نك بوليتيري وذلك بعدما لمست الطاقة الكامنة داخل هذه الطفلة.
وسافرت ماريا اخيراً الى الولايات المتحدة في العام 1995 حيث بادر روبرت لانسروب الى الاشراف على تدريبها. وكانت شارابوفا قادرة على اللعب باليدين، واستمرت تلعب باليد اليسرى حتى الحادية عشرة من عمرها، وما زال يحلو لها، حتى اليوم، القيام ببعض الضربات الدفاعية باليد اليسرى.
في العام 2001 دخلت ماريا عالم الاحتراف، بالتزامن مع دخولها سن الرابعة عشرة. وبعد سنتين من الممارسة، حققت الفوز في مباراتين مهمتين في العام 2003 في طوكيو وكيبيك وكان عمرها فقط 16 سنة. وفي السنة التالية لم تخيب الآمال المعقودة عليها عندما فرضت سيطرتها مرة ثانية على دورة طوكيو لكرة المضرب ثم على دورة سيول ودورة ميرمنغهام واحتلت بذلك المركز الثالث عشر على لائحة اللاعبات المصنفات عالمياً نهاية أيار (مايو) 2004.
غير ان حياتها الرياضية اخذت منحى مختلفاً كلياً في اوائل شهر تموز(يوليو) 2004، ففي سن الـ17 و شهرين، اصبحت ماريا ثالث اصغر لاعبة سناً في التاريخ، بعد كل من مارتينا منغيس (16 سنة و9 أشهر في العام 1997) ولوثي دود (15 سنة و9 أشهر في العام 1887) والروسية الاولى التي تفوز بنهائيات دورة ومبلدون الشهيرة. وبسرعة اصبحت ماريا من طبقة سوبر ستار في الرياضة النسائية. وتوالت عليها العقود الدعائية والترويجية، لكنها لم تضل مطلقاً الطريق الى هدفها الاساسي اي التنس.
وفي 22 آب (اغسطس) 2005، اصبحت شارابوفا، اول روسية في تاريخ رياضة كرة المضرب النسائية تحتل المركز الاول في الترتيب العالمي.

خارج الملعب

انطلاقاً من جمالها الجذاب، وشهرتها الواسعة وقّعت ماريا شارابوفا عقوداً ترويجية واعلانية مع عدد كبير من الماركات المعروفة، واصبحت واحدة من الرياضيات الأكثر قدرة على جني الاموال. وهي اليوم تمثل شركات “نايكي” و
“برنس” و”لاندروفر” و”سوني اركسون” و”كانون” و”كولغيت – بالموليف” و”بيبسي كولا” وعطور ”بارلوكس” وشركة ”تاغ هوير” للساعات. كما انها تعاونت سابقاً مع شركة “موتورولا” ايضاً. وهي تستغل مظهرها الخارجي الجميل ايضاً لالتقاط صور لها تنشرها العديد من المجلات المختلفة.
الى ذلك انخرطت شارابوفا في العديد من الاعمال والمشاريع الخيرية، فأنشأت مؤسسة تحمل اسمها، ترمي لتعريف اهمية التنس الى الاطفال والصغار في المناطق الفقيرة المحرومة، وهي ايضاً سفيرة متجولة لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية منذ شباط (فبراير) 2007، وصديقة مقربة جداً من أميلا بيل.
في العام 2005 بدأت شارابوفا موسمها من تايلاند، حيث فازت في مباراتها ضد فينوس وليامز لكنها خسرت في هونغ كونغ امام ايلينا ديمنتييفا بسبب ألم فيروسي في معدتها. لكنها عادت الى حلبة المنافسات في دورة استراليا المفتوحة، التي وصلت فيها الى الدور النهائي لتقابل سيرينا وليامز لكنها انهزمت في هذه المباراة.
بعد هذه الهزيمة نجحت في استعادة هيبتها بعدماهزمت المصنفة الاولى في العالم، آنذاك لندسي ديفنبورت في الدور النصف النهائي. وبعد ثلاثة اسابيع بلغت أوج عطائها في الدوحة، حيث تغلبت على أليسيا موليك. وواصلت مساعيها لتحقيق لقب ثالث، فوصلت الى نهائيات دورة انديان ويلز، لكن مواجهتها مع لتدسي ديفنبورت تحولت الى كارثة، حيث خسرت بنتيجة (6 – صفر، 6 – صفر)، وهي خسارة لم تتكبدها طوال مسيرتها الرياضية. وتمكنت الفتاة الروسية من النهوض من كبوتها الثقيلة، انطلاقاً من دورة ميامي للتنس، في العام نفسه حيث وصلت الى الدور النهائي للسيدات لكن اللاعبة البلجيكية كيم كليسترز هزمتها.
ومنذ ذلك الحين بدأت ماريا المصنفة ثانية بعد ديفنبورت بالتخطيط لانتزاع التاج منها. ووجدت فرصتها في دورة روما، التي ان فازت فيها ضمنت المركز الاول حسب الترتيب العالمي. لكن باتي شنايدر وضعت حداً لطموحات شارابوفا، كما حصل لها في الموسم السابق. ولم تستطع ماريا المشاركة في دورة سان دييغو بسبب اصابة في ظهرها، وعادت الى الظهور في دورة لوس انجلوس لكن الآلام عاودتها وقررت الانسحاب قبل مباراتها مع دانيالا هانتوتشوفا في الدور الربع النهائي. لكن الحظ يحالفها للصعود الى المركز الاول على لائحة التصنيف العالمية، بعدما اضطرت منافستها لندسي ديفنبورت الى الانسحاب بسبب الاصابة. وهكذا وصلت ماريا الى دورة اميركا المفتوحة(يو إس اوبن) التي أوصلتها الى قمة الهرم في رياضة التنس النسائية. لكنها تعرضت بعد ذلك لخسارات متلاحقة، وأنهت العام 2005 وهي في المركز الرابع حسب التصنيف العالمي.
وجاء العام 2008 ليكون رائعاً في بدايته، ودرامياً في النهاية إذ نجحت في الفوز في دورة استراليا المفتوحة، وحققت بذلك الفوز للمرة الثالثة في دورة من دورات الغران شليم في مسيرتها الرياضية. ثم دافعت عن الوان بلادها في الدور الربع النهائي في دورة فيدكاب ضد اسرائيل. وفي الدوحة اكدت انطلاقتها الممتازة في الموسم الجديد، وحققت بذلك 18 انتصاراً متتاليا لكنها قررت عدم المشاركة في دورة ميامي.
وفي اوقات لاحقة فازت شارابوفا في دورة تشارلستون ثم دورة روما واستعادت لقب الرقم واحد في العالم، الذي سبق لها ان احتلته في عامي 2005 و2007 غير انها سرعان ما فقدت هذا اللقب لصالح منافستها الصربية آنا نوفيتش.
في مطلع العام 2009، شرعت شارابوفا في الاعداد للمشاركة في دورة استراليا المفتوحة للدفاع عن لقبها لكنها منيت بالفشل الذريع بسبب النقص في التدريب. وخرجت بذلك من لائحة العشر الكبار في التصنيف العالمي، للمرة الاولى منذ العام 2004، ولم تطهر مجدداً على ارض الملاعب، إلا في دورة انديان ويلز، ولكن في المباراة الثنائية الى جانب مواطنتها ايلينا فيسنينا. وفي دورة رولان غاروس في باريس، حققت ماريا بعض الانتصارات لكنها تراجعت في التصنيف العالمي الى المرتبة الـ29، وفي دورة ومبلدون الاخيرة فازت ماريا في مباراتها الاولى بنسبة 81% من كراتها، وحققت انتصاراً كبيراً على الاوكرانية فكتوريا كوتوتسوفا.
اما مجموع ما حصلت عليه ماريا شارابوفا في جميع المباريات التي خاضتها حتى اليوم فقد وصــل الى 12,156,281 ملــيون دولار فـي حـــين ان عائداتها من العمليات الترويجية والتشويقية والصور في المجلات المتخصصة، بلغت اكثر من خمسة اضعاف هذا المبلغ.
الى ذلك نشرت “فوربس” اخيراً مقالاً بعنوان: هل ان ماريا شارابوفا هي الرياضية الأجمل في العالم؟ قالت فيه: ان العالم قد نسي الحسناء الروسية السابقة آنا كورنيكوفا لاعبة التنس ايضاً وذلك لأنها لم تظهر منذ وقت طويل، على ارض الملاعب. غير ان اللاعبة الجديدة التي تثير اعجاب الناس، هي ماريا شارابوفا التي تعتبر وبحق اجمل رياضية في العالم.
واضافت الصحيفة انه حتى اذا كان المرء شديد الحساسية تجاه الجمال البارد للفتيات الروسيات فلا بد من الاعتراف بأن ماريا شارابوفا كما صوّرتها، اخيراَ مجلة كاليفورنيا ستايل تمتلك مقومات كافية وقوية، تؤهلها للحصول على تاج الرياضيات الأكثر إثارة وجمالاً فوق كوكب الارض.
بالاضافة الى جمالها المثير فان ماريا شارابوفا رياضية من البطلات الكبيرات وصاحبة ارادة في تحقيق الفوز واثبتت دائماً انها قادرة على العودة بقوة بعد الهزيمة او الاصابة. اما أهم النجاحات التي حققتها خلال مسيرتها الرياضية، فهي فوزها في ثلاث دورات من الغراند شليم هي ومبلدون ودورة اميركا المفتوحة (يو إس اوبن) ودورة استراليا المفتوحة وقد حصلت على لقب افضل لاعبة في العالم.
اما خصائصها فهي انها ثالث اصغر لاعبة في التاريخ تفوز بدورة ومبلدون بعد مارتينا منفيس ولوتي دود. كما ان انتصاراتها الباهرة وفي سن مبكرة جعلت منها نجمة في رياضة كرة المضرب، ورياضية تطاردها الشركات المشهورة بغية الترويج لمنتجاتها، وهي ايضا قادرة على اللعب باليدين لكنها تفضل اللعب باليد اليمنى.
وفي ما يتعلق بحياتها الخاصة تبدو ماريا حريصة على السرية. غير ان بعض المعلومات برزت الى العلن، علماً ان التمييز بين الصحيح والخاطئ منها، صعب للغاية. ومن الواضح ان شارابوفا أقامت علاقات مع لاعبي التنس خوان كارلوس فيريرو وآندي روديك، وكذلك مع آدم ليفاين وكريستيانو رونالدو.