تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
هي هكذا
مذ جئتها
ما كنت أحسب مرة
أني سأحلم تارة أخرى بأهداب الجزيرة
بضفائر الأشجار........ تحمل عن عيوني بادي الداء الدفين
وقصائد السمار......... يذكين الحنين على لهيب من حنين
هي ذاتها
لا شيء غير سفينتي
يرمي اللجاج بمقلتيك ركامها
ما كنت أحسب مرة
أن سوف تصفعني يداها كي أفيق من الثمل
ما كنت أحسب مرة
-حتى لو احتربت ظنوني فوق منتجع الأمل-
أني سأرهن في شتات حطامها
عمرا تصرم في السبات على عجل
لما أباح الحوت بي للشط ؛ محض غواية
ما كنت أحسب مرة
أني سأنقض ما غزلت ببطنه
بمغازل الأوهام حين تلكأت فنهرتها
وتطيرت فزجرتها
إذ كنت أرقب حين تلفظني المياه على جوانب غوره
يقطينة ... تخفي عن البوح المداهن سوءتي
زيتونة
أو نخلة
أو أرزة
ترخي علي ظلالها وثمارها
وتقيم في كنفي معابد للأريج
حورية
تلقي يداها في يدي محارتين من الخليج
أو دفقة من عذب ماء النيل تلهب نشوتي
بل درة
تحكي ملامح قبة صفراء ترتع في حماها ظبيتي
خلف الأسود
يا لهفتي
كم درت في فلك النشيد
يا لهفتي
هي ذاتها
لا شيء غير سفينتي
لم أدر أني سوف أقذف في بقاياها المباحة للضياع كما الرميم
وجحافل القرش اللعين تخد تحت مهادها البحر العظيم
ألواحها في كل ناحية تهيم ...بلا دسر
تضفي عليها من مقاليد الوصال
وشراعها المشقوق تهديه الرياح إلى الضلال
متثاقلا حيزومها
وكأن في مرساتها
علقت هموم البائسين
وبجوفها هجعت ليالي للثكالى والأرامل والجياع
والشمس لاهية هناك
طفقت تبذر في جيوب الموج كنزا من دنانير الشعاع
الشمس لاهية هناك
والبحر يهدر بالهلاك
في قعره من قعرها
كم صرة مشقوقة لم يبق فيها من قفيز
وجماجم
قد أفرغ القرصان منها سر خارطة الكنوز
وصحائف
هجرت ... محا التيار منها سورة الفتح المبين
أنا هكذا ... شاهدتها في غفوتي
هي هكذا مذ جئتها في يقظتي
ما هكذا ... تنجو بنا
ما هكذا ... يا أمتي !