تأريخ الاهوار..عربستان..منذ عهد الافشار وحتى ألمرحله الراهنه

تأليف: موسى سيادت
عرض وترجمة: جابر احمد
نقل الى منتديات احباب راديو الحرية وجلسة سمر اخوكم (كوران حسن)



الخصائص الاقتصادية والاجتماعية لامارة كعب البو كاسب في عهد الشيخ مزعل .
تناولنا في الحلقتين الاولى و الثانية من هذا الفصل بعض من الجوانب السياسية و الاجتماعية لامارة كعب ، وسنتناول في هذه الحلقة بعضا من الخصائص الاقتصادية و الاجتماعية لامارة عربستان في عهد الشيخ مزعل ، وفي هذا المجال كتب اللورد كريزن في كتابه " ايران و القضية الايرانية " الجزء الاول : 399 حول الخصائص الاقتصادية للقبائل العربية الواقعة تحت حكم الشيخ مزعل قائلا : " تسكن تلك القيائل من كعب التابعين للشيخ مزعل في بساتين النخيل الواقعة على الضفة اليسرى من شط العرب ، و في شمال مدينة المحمرة ، وكذلك على ضفتي نهر كارون حتى قرية ويس الواقعة على بعد 15 كيلومتر من الاهواز و تعمل جميع هذه القبائل وعلى امتداد ساحل كارون في صيد السمك و ببيع وشراء التمور و التي وصل انتاجها في عام 1897 الى 5310 طن ، وفي سبيل تامين ما يحتاجون من مواد عذائية اخرى كانوا يستثمرون الاراضي الغنية الممتددة على ضفتي نهر كارون ، وان الغالبة العظمى من ثرواتهم تتمثل في امتلاك المواشي كالغنم و الماعز و البقر والجاموس وكانوا ينتجون من حليبها وخاصة الغنم انواع مشتقات الالبان كالجبن و السمن الخالص و ينسجون من صوفها الخيم و الاغطية ، كما كانوا معروفين في تربية الخيول العربية الاصلية " .
وبما ان المحمرة كانت تقع بالقرب من ملتقى نهر كارون بشط العرب و في راس الخليج كانت تعد من اهم موانيء التجارة الخارجية في اقليم عربستان . كما انها تعد ايضا من اكبر مراكز التوزيع التجاري في الاقليم ، و تعد التمور من اهم صادراتها، كما ان الخيول و البغال هي الاخرى كانت تصدر من هذا الميناء الى الخارج ايضا .
اما من حيث الصناعة فكانت المحمرة تعد من اهم مراكز صنع السفن " اللنج و اجودها و قد وصل سعرالسفينة الواحدة منها الى ما يقارب ال 330 الى3000 تومان حيث يعد هذا المبلغ انذاك مبلغا كبيرا . وان هذا السفن من الجودة بمكان بحيث انها قادرة على الابحار في في البحار الحرة ، كما كانت المحمرة تشتهر ببناء الجسور التي تصنع خصيصا لنهر كارون وكل جسر من هذه الجسور كانت قيمته تصل الى ما بين 40 الى 100 تومان .
كانت التجارة الخارجية لاقليم الاهواز – عربستان – عام 1888 و قبل فتح خط الملاحة الدولية في نهر كارون محدودة وتتم عبر حدود العراق "العثمانية "، الا انه ومع تشغيل هذا الخط طرأت عليها تغيرات هامة ، كانت نتيجتها ان ارتبط اقليم عربستان ارتباطا مباشرا مع الهند واروبا مما سهل سرعة عمليات التبادال التجاري الامرالذي احدث وخلال عقدين من الزمن تغييرات هامة في الحياة الاقتصادية للاقليم .
وقد كتب المهندس الحاج عبد القادر نجم الملك خريج الجامعات البريطانية في مذكرته وذلك اثنا مهمة سياسية كلف بها من قبل ناصر الدين شاه في اقليم عربستان عام 1299 هجرية قمرية و ذلك ابان حكم الشيخ مزعل حول كيفية جباية الضرائب في اقليم عربستان الاهواز قائلا : " ان الضرائب في هذه المناطق كانت تجبى من المواطنيين بشكل مباشر من قبل الشيخ مزعل ، فقد جرت العادة على سبيل المثال في مدينة الاهواز وويس ان يدفع قروي هذه المناطق بالنسبة للزرعة الديم او المروية ازاء كل مواسم 4 تومانات و5 قرانات ، اما الفلاحين الرحل فكانوا يدفعون ازاء كل موسم زراعي 2 تومان و 2 قران، كما ان تجارة الصوف و الحبوب و السمن الحيواني و الرز وغيرهاما والتي تصدر عبر الاراضي العراقية كانت تشكل العمود الفقري لتجارة الاقليم ، حيث كانت جميع هذه المنتجات تجمع في مدينة المحمرة و تصدر عبر ميناءها الى الخارج وفقا للانظمة التجارية وكانت هذه التجارة تدر بالمال الكثير على الحاكم والرعية معا ".
وحول ادارة مساحة الرقعة الجغرافية التي كانت واقعة تحت سيطرة الشيخ مزعل كتب الحاج عبد الغفار في مذكراته الصفحات 99- 104 و 105 قائلا " ان الحدود السياسية للشيخ مزعل تدار من قبل القبائل التالية :
1- قبيلة المنتفج او المنتفك " بنو مالك " وشيخهم يدعى مصِبح اما العشائر المنظوية تحت لواءها فهم كل من ( بنوا حنظلة ، الفضلية، بني اسكين و الحمودي ) .
2- قبيلة بنو تميم وشيخهم يدعى " بنيان " اما العشائر المنظوية تحت لواءها فهم كل من ( السليمان ، العياشة ، الغزلي ، الغزيوي " .
3- قبيلة البو ناصر في الفلاحية وكانت تحت امرة " الشيخ رحمة الله بن عيسى " شيخ مشايخ كعب البو ناصر ، اما العشائر المنظوية تحت لوائه هي عشائر " مناطق ابشار بزعامة الشيخ افصيل و الثانية " خور بوزي "، حيث يقع الطريق البحري وهناك زوارق شراعية صغيرة تسافرعن هذا الطريق الى الكويت، ويقع بالقرب من البحر مقر الشيخ "فجير " و الثالثة " ام الصخر وهي مقر "الشيخ معيبر "، و الرابعة تقع غرب الفلاحية حيث موطن آل خنفروزعيمهم " الشيخ مغيطي " والقبيلة الاولى لديها الف مسلح ،اما الثانية فلديها 400 مسلح ،اما الثالثة و الرابعة فلديهم 1000 مسلح ، غير العشائر الاخرى التي لديها ما مجموعه4000 مسلح .و كل مقاتليهم ناس اشداء و مستعدين لأي طارئ ، اما قبيلة آل خميس في رامز فهي تحت عهدة الشيخ " جبار بن سلطان " اما الارضي في اقليم عربستان فكلها اراضي اميرية تعود ملكيتها الى الدولة وان اي حاكم او شيخ يتمكن من الحصول على اذن في تملكها في عهد تلك الدولة فتكون الارض من نصيبه وفي المقابل يدفع الى الدولة المركزية الضرائب المتعارف عليها "
من جهة اخرى كتب كرزن في نهاية سفره الى ايران في عهد ناصر الدين الشاه في كتابه " ايران و القضية الايرانية " الجزء 2: 400 قائلا : " انني و اثناء دراستي لتلك المناطق من ايران " عربستان " وجدت ان شيوخ و زعماء تلك القبائل لا تزال تتمتع بنصف استقلالها ، و اقد اكدت ان هذا الاستقلال ازاء السلطة الحكومية التي تمتلك البريد ( التلجراف " و المدافع الثقيلة انه في طريقه الى الاضمحلال ، كما وانه بسبب الاختلافات القومية و العائلية و التي تغذيها الدولة المركزية الحقت بهذ ا الاستقلال اضرار كبيرة جدا ، وهذا امر يدعو للأسف ، لانه من وجهة نظري ان اللر البختياريين ومرؤة العرب وما يتمتعون به من صفات ، عند الضرورة سوف يدفعون الدولة الى التفكير الايجابي ، و عندما تحل الدولة المركزية مسالة الضرائب حلا عادلا عندها سوف يصبح الجميع من رعايا الدولة الصادقين ،ورغم الاضاوع السيئة الراهنة الا انه في لحظات معينة سوف تحتاج الدولة المركزية الى عمل هؤلاء الافراد " . وفي نفس الكتاب المذكور الصفحة 77 يتحدث كرزن عن الشيخ مزعل قائلا ،" رغم تجاوزه سن الخمسين الا انه لم ينجب من نساءه ال 15 اي مولود ، كما انه كان يتمتع بالصحة الجيدة و منظرا يدعو الى المهابة و الاحترام و قيل عنه ان رجل ثري ، وقد جمع ثروة طائلة نتيجة التجارة بالخيول والتي كانت تصدر الى بمبي في الهند ، وكانت علاقاته ابان فترة ناصر الدين شاه القاجاري مع الدولة الايرانية علاقات طبيعية ،وان الامور بينه و بين الدولة المركزية كانت تحل عبر التفاهم و التنسيق ، رغم ذلك كان الرجل قلقا على المستقبل ، وقد شاهد في السنوات الاخيرة من عمره سياسية الدولة المركزية وهي تسعى الى القضاء على الحكم الذاتي وكذلك سلطته التنفيذية التي كان يتمتع بها انذاك" .
كان الشيخ مزعل يعد من اصدقاء البريطانيين و كانت له علاقات جيدة وقديمة مع اركان الحكومة البريطانية ومن بينهم السيد " رابرت سن " القنصل البريطاني في البصرة رغم ذلك كان يشعربان عليه التحرك باحتياط وكان يسئ الظن بالجميع ولذلك كان يخشى الركوب على متن اي باخرة خشية منه ان يتعرض الى التبعيد او القتل وقد كان يخته والذي يسمى "كارون "و الراسي بالقرب من الانهار القريبة من اقامته على اهبة الاستعداد كي ينقله في اي لحظة الى مكان اخر اكثر امنا ".
كانت العلاقات بين مزعل واخيه خزعل ولاسباب مختلفة متوترة للغاية ولعل مرد ذلك يعود الى اختلافاتهما حول ارث والدهما وقد حاول الشيخ خزعل الثورة ضد اخيه مزعل اكثر من مرة ، كما ان هناك اسباب شخصية ، منها ان الشيخ مزعل كان عقيما مما يعتبر لدى اوساط المجتمع العربي نقصا في الشخصية اكثر منه نقصا جسميا ، في حين الشيخ خزعل كان معروفا بكثرة الخلفة ، من هنا كانت الاوضاع بين الاخوين على غير مايرام وقد وصلت بينهما في بعض الاحيان الى المجابهة لولا تدخل اطراف اخرى كتدخلات السيد " طالب النقيب " حاكم البصرة انذاك .
على كل حال كانت للشيخ مزعل مواقف متشددة تجاه اخيه خزعل حتى احيانا كان يقطع عليه مخصصاته وحول هذا الموضوع يحدثنا احمد كسروي في كتابه 500 عام من تاريخ عربستان قوله : وهو ان الشيخ خزعل صرح في اجتماع عقد العام الماضي في مدينة الاهواز " الناصرية " وقد كنت من بين الحاضرين عن ايامه الصعبة الماضية ، ومن جملة ما قال " كنت اخشى اخي الى درجة بحيث كل ما انهض من سريري كل صباح لا امل لي في الحياة، لذلك وانا في السن الخامسة و العشرين ولكثرة ما عانيت اصبحت وكانني كالعجائز المسنيين واصبح شعر راسي يعلوه الشيب ، لقد عاش هذين الاخوين و لمدة عشرة سنوات في اجواء ملبدة بالضنون والشكوك ولم يعد خزعل يتحمل هذه الحالة ، فاتفق مع عدد من حراس ومرافقي اخيه ، حيث تم اطلاق النار علي الشيخ مزعل في الاول من محرم 1315 الموافق الثاني من حزيران عام 1897 عندما كان يهم بالخروج من قصره و الركوب في زورقه وتوفي على الفور .
وهنا لابد من الاشارة الى مسألة هامة وهي ان في عام 1895 وضع الشيخ مزعل القبائل العربية تحت ضغوطات شديدة و ذلك لامور تتعلق بجباية الضرائب و دفعها الامر الذي دفع بعض زعماء تلك القبائل الى التقرب من اخيه الشيخ خزعل معاهدينه بالتحالف معه ضد اخيه ، من جهة اخرى وعد خزعل السلطات البريطانية بأنه سوف يعمل كل ما بوسعه لحماية المصالح البريطانية في المنطقة .
وبهذا تكون قد انتهت الحلقة الثالثة و الاخيرة من الفصل السابع من تاريخ الاهواز – عربستان منذ عصر الافشار و حتى المرحلة الراهنة ، تأليف الاستاذ موسى سيادت .، عرض وترجمة عن اللغة الفارسية جابر احمد
نداء الى كافة الاخوة .
انتهى الجزء الاول من كتاب تاريخ الاهواز عربستان - منذ عهد الافشار حتى المرحلة الراهنة ( من عام 1737 الى عام 1925 ) فعلى الاخوة الراغبين في المساهمة في طبع هذا الكتاب و اخراجه الى حيز الوجود الاتصال بالمترجم الذي قدم هذا العرض و لكم جزيل الشكر.
ملاحظة حجم الكتاب يصل ما بين 300 الى 350 صفحة
بعض مصادر هذا الفصل و الفصول الاخرى الماضية :
1- عرب خائن نيست مدعي مفتري است ، الدكتور على الطائي
2- تاريخ ايران ، بطروشفسكي .
3- جامعه شناسي نخبه كشي ، علي رضا قلي
4- كستره تاريخ وادبيات ايران ، وكسل ، ترجمه غلام رضا وهرام .
5- سيري در قلمروي بختياري وعشائر بومي خوزستان ، لايارد
6- سفرنامه خوزستان ، مهندس حاج عبد القادر نظام الملك
7- تاريخ ايران از دوره صفوية تا معاصر ، وزارت آموزش وبرورش
8- تاريخ المشعشعيين ، السيد جاسم شبر .
9- لرد كرزن در خليج فارس ، دفتر مطالعات سياسي و بين المللي
10- تاريخ جغرافيائي خوزستان ، موسى سيادت
11- مجله يادكار ، العدد9
12- المنيور ، حميد طرفي
13- تاريخ عشائر الفرات الاوسط ، حمود الساعدي .
14- تاريخ بنو كعب ، تأليف الحاج علوان بن عبد الله الشويكي .
15- تاريخ شرق الجزيرة العربية ، احمد مصطفى ابو حازمة ، ترجمة محمد امين عبد الله .
16- دورة السجلات الهندية ، الدكتور عبد الامير امين – الدكتور عبد القادجر النجار .
17- التيارات السياسية في الخليج العربي ، صلاح العقاد .
18- تاريخ سياسي حليج فارس ، صادق نشأت .
19- اسرار سقوط احمد شاه ، رحيم زاده صفوي .
20- تاريخ الكويت السياسي ، حسين خلف الشيخ خزعل .
21- كريم خان زند وخليج فارس ، احمد فرامرزي .
22- تاريخ الخليج العربي الجديد والمعاصر ، الدكتور عبد القادر النجار ، الدكتور حسين محمد القهواتي ، الدكتور علاء موسى كاظم نورس ، الدمتور صالح محمد العابد
23- هته نامه اهواز العدد 10 ، حزيران 1999 .
24- اربعة قرون من تارخ العراق الحديث ، المستر استيفن لو نكريك .
25- لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ، الدكتور علي الوردي .
26- وعاظ السلاطين ، الدكتور علي الوردي .
27- سفرنامه لرستان وخوزستان .
28- تاريخ بانصد ساله عربستان ، احمد كسروي
29- ايلات وعشائر ، مؤسسه انتشارات آكاه
30- العلاقات الايرانية العراقية خلال خمسة قرون ، سعد الانصاري .
وغيرها من المصادر التي اشار اليها المؤلف في ثنايا هذا الفصل و الفصول السابقة

شكرا كوران للموضوع
والمصادر
شكرا الك

شكرا لمرورج الجميل يا نبا تحياتي

شكرا لمرورك حبي حمودي

شكرا كوران

شكرا كوران انت تعجبني لئن عندك واهس الصراحه مضوع جميل و بس اسئلك سؤال اشكد طولت في كتابه الموضوع

كوران روعة

يسلمو مرورك يا الغريب تحياتي