أكدت الأبحاث العلمية الحديثة أن سرعة دوران الأرض حول نفسها قد انخفضت إلي سدس سرعتها عند نشأتها منذ4600 مليون سنة تقريبا, كما يقول الدكتور عبد الجليل هويدي رئيس قسم الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة الأزهر, من خلال دراسة حلقات النمو الدقيقة لنوع من الأصداف.
فقد لاحظ العلماء أن عدد أيام السنة قد تناقص من412 يوما في نهاية العصر الكمبري قبل500 مليون سنة, إلي385 يوما في نهاية العصر البرمي قبل225 مليون سنة ثم371 يوما في نهاية العصر الطباشيري قبل65 مليون سنة, وهذا يرجع إلي زيادة عدد الساعات في اليوم من11 ساعة قبل1500 مليون سنة, ثم أصبح عشرين ساعة قبل400 مليون سنة, حتي أصبح الآن حوالي24 ساعة, كما نقص عدد أيام الشهر القمري من أكثر من واحد وثلاثين يوما قبل500 مليون سنة إلي حوالي29 يوما الآن. ويعتقد العلماء أن تباطؤ سرعة الأرض قد يستمر حتي تتوقف الأرض تماما عن الدوران في لحظة ما, وحينها يظل النهار دون غروب والليل دون شروق, وطبقا لنظرية حركة الكتلة الحرة' البندول' فإن الأرض قد تعكس اتجاه دورانها إلي الاتجاه الآخر لتشرق الشمس من المغرب. ويحاول العلماء معرفة الميكانيكية التي تكونت بها الأرض قبل أكثر من4600 مليون سنة,
ويوضح الدكتور هويدي, أنه وضعت عدة احتمالات من أهمها النظرية السديمية, التي تفترض أن جرما سماويا وراء انفصال الأرض عن الشمس واندفاعها في المجموعة الشمسية, والأرض هي أحد كواكب المجموعة الشمسية, التي تشكل مدارا بيضاويا يبعد150 مليون كيلو متر عن الشمس, وكانت الأرض كتلة ملتهبة أخذت تبرد تدريجيا حتي تكون لها غلاف صخري قبل حوالي4000 مليون سنة مضت, ثم نشأت عليها حياة أولية تتكون من خلية واحدة دون نواة' بروكاريوتا' قبل حوالي3800 مليون سنة, ثم استمرت تلك الحياة وحيدة الخلية لثلاثة مليارات سنة لتتطور خلال الـ600 مليون سنة الأخيرة من عمر الأرض وتنشأ كائنات عديدة الخلايا لافقارية وفقارية من الأسماك والبرمائيات والزواحف والطيور والثدييات المتنوعة.
وقد أثبتت الدراسات الحديثة- كما يقول الدكتور مسلم شلتوت أستاذ أبحاث الفضاء والشمس بمركز الأرصاد الجيوفيزيائية- أن الأرض تبطئ من سرعة دورانها بنحو جزء من الثانية كل100 سنة, وكنتيجة طبيعية لهذا التباطؤ سيأتي يوم يصل فيه طول الليل والنهار أكثر من100 ساعة.
ويري الدكتور زين العابدين متولي رئيس قسم الفضاء والفلك بكلية العلوم جامعة القاهرة أن تأثير القوة التثاقلية للقمر يختلف من مكان لآخر حسب طبوغرافية سطح الأرض, وكذلك ظاهرة المد والجذر, وهذان العاملان من أهم الكوابح التي تواجه حركة الأرض, واستدل العلماء علي ذلك من خلال عدد حلقات النمو في خشب الأشجار, ويتوقع اقتراب القمر من الأرض عندما يبلغ طول اليوم43 ساعة, وحينها يتعرض القمر لقوة شد مضادة علي قطبيه, مما يعرضه للانشقاق.
ويري العلماء أن الأرض حين تتوقف سيعقب ذلك فترة اضطراب في حركتها قبل أن تبدأ بالدوران عكسيا, ومن ناحية أخري يري الدكتور شلتوت أن القمر يحقق انضباطا لحركة الأرض, ولولا وجوده لزادت سرعة دوران الأرض, وبالتالي تزيد سرعة دوران الكرة السائلة الموجودة في مركز الأرض, وتتغير بنية الغلاف الجوي وقوة المجال المغناطيسي له, وهذا يؤدي إلي نتائج سلبية للعديد من المخلوقات التي تستخدم هذا المجال المغناطيسي مثل بعض البكتريا والطيور وسلاحف البحر والأسماك المهاجرة مثل السلمون..