أعتــرف ،، بــدأتُ أخـــاف !!

أعتــرف ،، بــدأتُ أخـــاف !!



ربما ،، ربما ،، ربما ،، يباغتنا الألم في لحظةٍ لم نكن لــِ نظنها قادمة ،،

فتبدأ الكثير الكثير من الأشياء بالتحــول !!!




(1 )



عددهم كالرمل ،، يتكاثرون كالجراد ،،

ضحكاتهم تملأ المكان ،، وأنفاسهم تدفئ الجو

ينظرون إليك بحبّ ،،

يمدون أيديهم في وفاء ،،

يفتحون بكل الطيب أذرعهم لـ تدفن نفسكَ في أحضانهم

ولكنك لا تشعر بهم

لأنـــك بكل اختصار تعلم أنه ما عاد لك بينهم سوى القليل

وأن موعد رحلتك قد اقترب وأن القطار الذي سيقلك بعيداً عنهم،،

ليست بهــِ ميزة الرجوع !!!





(2 )



تتجول بعينيكَ يمينا ويساراً ،،

فـ تجدُ طفلاً ضحكته تدوي في أرجاء الأرض

وطفلةً تركض بين الفراشات وعيناها تضج بالحياة،،

وطيورٌ كثيرة كثيرة تحلّق في الفضاء

وأزهار البنفسج والياسمين تملأ المكــان ،،

فــ يمتلـئ الكون بالألوان وتضج الحياة حد البكاء بالفرح ،،

ولكنك لا ترى من ذلكَ شيئا

لأنك بكل اختصار تعلم أن تلك الألوان لم تعد تعنيك ولا تشكل لكَ أية أهمية

ولأن موعد رحلتك قد آن أوانه فقد تبرمجت عيناكَ على أن تلغي كل الألوان

وتعترف بالرمادي سيداً لها !!!





(3 )



وإذا ما اقترب العيد ،، رقصت الأرض حول الشمس فرحاً،،

واتشح الكون بالبياض ،،

وامتلأ العالم بالضحك ،،

وارتفع وقع أقدام الأطفال يتراكضون ذات اليمين وذات الشمال ،،

فــ ترى العيد في أعينهم يصرخ بــ بفرح ،،

ولكنك لم تعُــد ترى من ذلك الفرح شيئاً،،

فـ ساعاتكـََ معدودة ودقائق الساعة ليس بها الكثير ،،

فـ ترى أن من الأفضل ألا تحرق نفسك بالفرح كثيرا،،

فالعيد في العام المقبل قادمٌ لا محالة ،،

ولن تكون أبداً من ضيوف العيد المقبل !!!







(4 )



ويمتلئ الكون بالألوان والأفراح ويتكرر العيد كل عام ،،

وتبقى الطيور كما هي تطير ،، ولا تتغير ألوان الورود ،،

ويتنفس الكون عميقاً فرح الأطفال

ويضجُ ســكون الحياة بفرحها ،،

وتمشي الأيام والأيام ،،

وتنقضي الساعات تتبعها الدقائق ،،

وتغرب الشمس مودعةً يوما رحل وتشرق تستقبل يوماً حضر،،

وتتوالى الأحداث

ووحدك من يبقى بانتظار الرحيل ،،

ووحدك من يتجرع عذاباته ،،

ويستعذب أنــاته،

وينتظره بكل الألم وبالغ الأسى ،،

فـ تقضي الليل مرتقباً موعد الرحيل ،،

تعتصرك الآلام حين تعلم جلّ العلم ،،

أن وجودك بين ســـكان المعمورة بات مهدداً بالموت!!



(5 )



إذاً فهــو الموت !!

فاستعد له فلا محالة من حضوره

وإن تعددت الأسباب فــ هو في النهاية كفنٌ وتراب ،،

فلا تتردد في إعادة ترميم ما هدمتهُ وأنت بصحتك قبل المرض

وتفنن في إصلاحه أثناء المرض،،

عانق بحبٍ عارمٍ كل القلوب التي جفيتها،،

وأطلب الغفران من كل من تفننت في غرس سكاكينك في قلوبهم،،

مدّ يد قلبك للجميع بكل ودّ واطلب منهم العفو ،،

فما ستنزل من علياءك شبرا ،،

إنما قد يعلو بك ويسمو نحو السماء الأعلى !!



(6 )



جدد عهدك مع قلبك وابتسم كثيراً،

وابتعد عن الحزن كثيراً،،

ومثل السعادة ولو على حساب نفسكْ،،

وارشق الكراهية والظلم والأحقاد والغرور بحجارةٍ من نار ،،

وازرع في أرض قلبك ورد الحب ،،

وعاجل من تحب بكلمات حبك ،،

واروي بصدقٍ تفاصيل الحكايا،،

واعترف بكل الشوق لكل الذين تحبهم أن حياتك بهم كانت الأجمل

واجعل آخر تفاصيل حياتك في ذهن من تحب هي الأغلى ،،

افرح حتى لا يتألموا بعدك

وتفنن في ترك أجمل الصور قبل رحيلك

لــتبقى الذكرى هي الأروع!!





(7)



واقلب كتابكَ على الصفحة الأخيرة

حينها ســ تودع الحياةَ بــ نفسٍ رضية لا تحمل إلا من الدنيا طهرها !!




بعد النهاية: أعتذر عن اليأس الذي نثرتهُ هُــنا ،، لكن حاجة قضاء الكتابة قد باغتتني

شكرا كوران
منورني بوجودك يااراقي

جدد عهدك مع قلبك وابتسم كثيراً،

وابتعد عن الحزن كثيراً،،

ومثل السعادة ولو على حساب نفسكْ،،

وارشق الكراهية والظلم والأحقاد والغرور بحجارةٍ من نار ،،

وازرع في أرض قلبك ورد الحب ،،

كلش حلو نبأ متميزة دائما
تحياتي وردة

يسلموووووو دمعة منورتني يااحلى وردة

يسلموووووووو هدولة منورة

يسلمو يا رائعة

شكرا يوسف
منور