هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صديقتي في العالم الإفتراضي..

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر




صديقتي في العالم الإفتراضي.. Empty
مُساهمةموضوع: صديقتي في العالم الإفتراضي..   صديقتي في العالم الإفتراضي.. Icon_minitime113/08/09, 06:08 pm

صديقتي في العالم الإفتراضي..

أرى
أمواج الدنيا ثائرةً على طوفي الخشبي الصغير. البحر مخيف، لا أول له ولا
آخر، لا أميز بين طوله وعرضه، وثورة الأمواج تغير في كل لحظة عمقه، ووحوش
الليل الشديدة ظلمته تمر في أطراف بصري، والماء يتسلل من بين الأخشاب
ليعلن اقتراب الغرق، وقد أرهقتني المقاومة فخارت عضلاتي وهجعت. سئمت يا
صديقتي من البحر الذي لم أعرف له شاطئاً. رياحه دوماً جاثمة فوق صدري،
وكثيراً ما سمعت صوت تهشم ضلوعي تحتها. دمر هواؤها رئتيّ فحرمني من متعة
البحث عن النسيم الهاديء. وكنت قد سمعت يوماً أن أفضل طريقة للمقاومة
وأفضل علاج للهموم هو البوح بما في داخل صدورنا إلى إنسان آخر يسمعنا
بعمق. وأنا يا صديقتي لم أبح يوماً بكل ما في داخلي. لم أبح ولا أدري لم
الكتمان. ربما لخوفي من تعبيرات وجوههم التي تنعتني بالسخافة وتعبر عن
سأمهم من الحديث. ربما لهذا اخترتك أنت بالذات لكي أفضي لها. لأني لا
أعرفك. لا أعرف اسمك أو ملامح وجهك. وأنت أيضاً لا تعرفين عني شيئاً. اسمي
في غرفة المحادثة مستعار وعمري مستعار وصورتي مستعارة. نحن لن نتقابل
يوماً وهذا يطمئنني. وقد سافرت ذات مرة إلى بلد بعيد فأخذت أغني أغنية،
كنت أحبها في طفولتي ومازلت، بصوت عالي وسط ميدان كبير. لم أهتم وقتها
لنظرات الناس المندهشة لأني أعرف أنهم لا يعرفونني، ولن يروني ثانية، وإن
قابلني أحدهم ذات يوم فمن المستحيل أن يتذكرني. أنا لا أخشى ممن لا أعرفهم
ولكني أخشى أحياناً أن أتعرى أمام من أعرفهم. ولكن،هل تعلمين؟، هناك شيء
آخر لعله هو الحق ولعله هو ما يفسر سر عدم مصارحتي بما في نفسي لأي إنسان.
أشعر أن السبب الحقيقي هو أني لا أدري ما الذي أرغب في إخراجه من صدري. هل
تعلمين أني أشعر بأشياء تتحرك بداخلي ولا أدري كنهها. أحسها ولا أفهمها،
وأراها هي سبب علتي. ولهذا فأنا على اقتناع دائم بأنه ما من إنسان على وجه
البسيطة يعرف نفسه حقاً. كذب من قال هذا يا صديقتي. لأنه ببساطة لو كانوا
يعرفونها لما استخاروا، فالحيرة في الأمور سببها الجهل برغبة النفوس في
هذه الأمور، ومن لا يعرف كل ما تشتهي نفسه لا يعرف كل حقيقتها ولو ادعى.

سأخبرك
بحيرة تعصف بي وخابت تفسيراتي لها. هل تذكرين في أخبار النبي محمد عليه
الصلاة والسلام يوم أن ذهبت زوجته خديجة إلى ورقة بن نوفل لتسأله عن الوحي
فقال ورقة: والذي نفس ورقة بيده إن كنت أصدقتني يا خديجة، لقد جاءه
الناموس الأكبر الذي كان يأتي لموسى. كنت أسمع هذه القصة بنفس عادية حتى
سمعت جملة.. "الذي كان يأتي لموسى".. يومها ارتعدت يا صديقتي. أقسم لك أن
جسدي قد ظل يرتجف للحظات ليست بالقصيرة وانهمرت دموعي بغزارة. ولا أدري
حتى الآن السبب. والله لا أدري السبب. لماذا هذه الجملة بالذات. نفس الأمر
يتكرر مع أمور أخرى. فقد مررت بنفس الشعور لما سمعت آية " وإذ صرفنا إليك
نفراً من الجن يستمعون القرآن". بينما لا أتأثر كثيراً لآيات أخرى من
المفترض أن تكون أشد تاثيراً. هذه الآية لا تحمل في رأيي ما يسبب هذا
التأثير ولكنها سببته. وذات مرة سمعت أغنية جميلة لفيروز .. كانت تقول ..
"حلوة بنت الجيران راحت في ليل بعيد .. وانهدت الدكان واتعمر بيت جديد" ..
لما سمعت كلمة .."اتعمر بيت جديد" .. خفق قلبي بشدة. ووالله لا أدري
سبباً. لا أدري لماذا تنهمر الدموع في أمور غريبة وقد تبدو بسيطة. هل لديك
من تفسير؟. هل تعرفين في هذا الأمر تشخيصاً واضحاً؟. لا أظن، وأنا كذلك
أجهل السبب، ولهذا أقف فوق تلال الحيرة دوماً. إننا يا صديقتي كلما أزحنا
ستاراً يغشى أجزاءاً من قلوبنا وجدنا ضباباً كثيفاً في أركانها. وأنا لا
يؤلمني إلا انتشار هذا الضباب. لا، هو لا يؤلمني، هو يمتعني. نعم يمتعني.
نحن نستمتع بما نجهله لأننا نشعر عندها بالدفء، ونشعر بالشوق والحنين لشيء
ما بعيد. الناس تزعم أنها تخشى المجهول، وهم لا يصدقون في حديثهم. هم
يحبون المجهول بل ويعشقونه، لأنه بالنسبة إليهم نيران المدفأة في الليل
البارد.. محبب. المجهول يشعرنا بالحزن والناس تستسلم للأحزان لأنها بها
تنتشي. كل الكتب التي تتحدث عن الطريق إلى السعادة خاوية المعنى وكاذبة
الفكرة. الناس تقرأها فقط لتثبت لنفسها أنها حاولت أن تسعد ولكنها فشلت
فتحزن لفشلها. فكأن الغرض من البحث عن السعادة هو في الأساس البحث عن
الحزن. لأننا يا صديقتي عندما نحزن تغمرنا السكينة ويغشانا دفء القلب ويقل
صدى كلماتنا ونستمتع بابتساماتنا الباهتة وتبحث أعيننا عن النجوم اللامعة
ونطلق لمرآها التنهيدات الحارة. وهذا ممتع يا صديقتي ونحبه ونعشقه ونلوذ
دوماً إليه. وأقسم لك أني رأيت شاباً يستمع إلى أغنية كل كلماتها تتحدث عن
الفرحة، رأيته يسمعها بعين دامعة ووجه يحكي عن قلب حزين.



وقد
علمت أن الحزن رفيق درب الحكماء وأصحاب النجاح. لأن من عرف الحقيقة حزن،
ومن تمسك بالحقيقة صاحبته سخرية الناس فصبر عليها فلازم الحزن صبره، فلما
تحولت سخريتهم إلى تقدير وإجلال خاف من إنصراف إخلاص قلبه فحزن لهذا وحزن
لإنتهاء ثواب الصبر القديم. نعم يسعدون ولكن لا تمر لحظات قليلة إلا وتحنّ
قلوبهم إلى غلاف الحزن الرقيق. فترتسم الإبتسامات الهادئة على الوجوه. وقد
رأيت ذات يوم صورة لرجل على كتاب يدعي أنه يهدي الناس إلى طريق النجاح.
كانت صورة الرجل سخيفة ولا منطقية. يرفع يديه عالياً وينظر لك نظرة باسمة
ويحاول أن يبث الأمل فيها، كان أشبه بالساحر منه بالحكيم. وقد ظللت أبحث
عن الشرود الحقيقي في عينيه فلم أجده. بحثت عن خطوط الحزن في وجهه فلم
أجد. كيف سيرشد هذا الرجل الناس إلى النجاح دون أن يعلمهم الحزن؟. صدقيني
يا صديقتي، الرجال الحقيقيون يحيون في عالم الحزن عالمين بحقيقته، مدركين
لأهميته، مدمنين مجالسته ولو كانوا ينثرون السعادة على من حولهم.



ماذا
أقول يا صديقتي عن الضباب؟. لقد سمعت من كثيرين عن علاقة الزواج المقدسة.
عن ذلك الشعور الغريب الذي يكتنفهما وهما محاطان بغطاء الحب وكل أسرارهما
التي خبأها الضباب تنتقل بينهما بلغة لا حروف فيها فترتاح الهموم وتهدأ
ولا يبقى إلا الأمل. العيون التي تعرف خبايا روح حبيبها وتعرف شروده
وأحلامه وأوهامه. لم أجرب هذا من قبل ولكني أحياناً أشتاق إليه. أشتاق
لعطرها الساحر وهي تحتويني لتغمرني بوضوح نفسي. وكنت دوماً أتساءل، هل
نحزن أم نسعد في هذه اللحظات التي نتشاطر فيها الأحزان؟.



سرقني
الحديث فنسيت مقصدي من الرسالة، ولكن هل تعلمي؟ .. لعل استطرادي هذا هو
أصل الرسالة. فأنا لا أدري ما الذي يجب أن أقوله لكي يستقر طوفي فوق
الماء، ما الذي يجب أن أبوح به لكي أنجو؟ . حسناً، سأحاول وسأخبرك بشيء
هام .. أنا لا أحب مشروباً بعينه، ولا أحب طعاماً بعينه، ولا أحب ثوباً
بعينه، ولا أفضل موسيقى أو فيلماً أوكاتباً أو حتى صديقاً على غيره. الكل
عندي سيان. وقال لي أحدهم يوماً .. هذا يعني أنك إمعة .. لما سألته عن
معناها قال لي .. يعني لا لون لك ولا رائحة. لم أصدقه جهراً وخفت من
كلماته سراً. وراقبت أفعالي وامتلأ قلبي بالشك. وذات يوم نظرت في المرآة
طويلاً لأتأمل ملامحي. أخذت أراقبني، وكنت قد غفلت عن هذا طويلاً. بعدما
انتهيت وصرفت وجهي عن المرآة هالني أني نسيت ملامحي ولم أتبينها في خيالي.
عدت مسرعاً إلى المرآة لأتذكرها، فلما أغمضت عينيّ نسيتها مجدداً، واستمر
الأمر كثيراً على هذا المنوال. فزعت يومها بشدة يا صديقتي، لا يمكنك أن
تتصوري مدى فزعي. أين ملامحي التي ظللت أرسمها طوال السنين الماضية. هرعت
إلى صندوق الذكريات ونثرت الصور القديمة على الفراش وأخذت أتأملها وأنا
أتذوق طعم الدموع المالحة. كم كانت الدنيا تختلف. كم كانت ملامحي تختلف.
توقفت لدقائق كثيرة أمام صورة بعينها. كنت صغيراً فيها ووجهي يضحك مع
ضحكات معلمتي القديمة. كنا في حجرة الأساتذة في مدرسة الطفولة العذبة.
ورأيت لحظتها في عقلي شرائط الذكريات وهي تتمايل برقة وقد نثرها النسيم
العطر. وتذكرت أنُاساً كانوا يشغلون حياتي كلها في حقبة زمنية فائتة قبل
أن يغيبوا طويلاً. تذكرت طعماً ورائحة قديمة فأخذ قلبي يمتلأ بالحنين حتى
انسكب، فخفق القلب بحق فسرت في الجسد كله ألوان قوس القزح. ومن فيض الحنين
أردت أن أرتوى فلم استطع. عندها حزنت، وفي الحزن شعرت وكأني تحت شلال مياة
دافئة في قلب صحراء الجليد.



هل
قلت لك كل ما يعتمل بداخلي يا صديقتي؟. هل حاولت أن أكشف في حديثي ما الذي
يخبأه الضباب؟. لا أعتقد .. لأنني عندما قرأت الرسالة ثانية قبل أن أرسلها
لك وجدتني لم أذكر إلا ما اعتدت أن أذكره لغيرك في كل محاولة مني
للمصارحة. بدأت أشعر بعدما انتهيت من الكتابة أن الضباب نعمة عظيمة لأنه
لا يكشف عن مستورنا. لعل الله يعلم أننا لو عرفنا بعض حقائقنا لهوت بنا
الصدمة في البئر المظلم السحيق الذي يسكنه الخوف والوهم والوساوس. دعينا
نتغاضى عما سكن في قرار القلوب، دون أن نتجاهل يوماً حيرتنا. لأن حيرتنا
هذه هي السبب الحقيقي لقوتنا. فهي كحمام دافيء بعدما حفرنا حفرة عميقة في
جبل الرمال. دعينا نبحث عن صخور البحر الحزينة فنحاول أن ننحت كلماتنا
الحائرة عليها، لعلها تجد من يفهمها فيرفع شراعه عالياً ولا يرخى للموج
ذراعاً. ويعلم مثلنا أن الحزن رفيقه فيدرك أنه ما كان له ألا يحزن يوم أن
غاب عنه الحزن.

حسن عاشق كرستيانو

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مريم العتابي

صديقتي في العالم الإفتراضي.. Stars4
مريم العتابي


رسالة sms رسالة sms : وودت لوان الطريق لكربلاء
من مولدي سيراً لحين مماتي
لانادي في يوم الحساب تفاخراً
افنيت في حب الحسين حياتي
......
لــو قطـــعوا الارجـــل واليــدين نــأتيــــك زحــفــا سيـــدي ياحســــين
.....
انثى
عدد المساهمات : 1051
العمر : 30
المهنة : صديقتي في العالم الإفتراضي.. Studen10
الهواية : صديقتي في العالم الإفتراضي.. Readin10
اعلام الدول : صديقتي في العالم الإفتراضي.. Female42
النقاط : 1110
تاريخ التسجيل : 09/08/2009

صديقتي في العالم الإفتراضي.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: صديقتي في العالم الإفتراضي..   صديقتي في العالم الإفتراضي.. Icon_minitime113/08/09, 06:12 pm

واااااااااااااااااااااااااو كلمااااات راااااااااائعة

تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




صديقتي في العالم الإفتراضي.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: صديقتي في العالم الإفتراضي..   صديقتي في العالم الإفتراضي.. Icon_minitime113/08/09, 06:32 pm

شكرا يا مريم منورة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ياسر أبن بغداد

صديقتي في العالم الإفتراضي.. Stars4
ياسر أبن بغداد


رسالة sms رسالة sms : ضع النص هنا مع تحيات فري ستار
ذكر
عدد المساهمات : 2102
العمر : 45
المهنة : صديقتي في العالم الإفتراضي.. Police10
الهواية : صديقتي في العالم الإفتراضي.. Travel10
اعلام الدول : صديقتي في العالم الإفتراضي.. Female41
النقاط : 2445
تاريخ التسجيل : 10/07/2009

صديقتي في العالم الإفتراضي.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: صديقتي في العالم الإفتراضي..   صديقتي في العالم الإفتراضي.. Icon_minitime113/08/09, 08:17 pm

تحياتي لك ياحسن الموضوع جميل
شكرآ لك يامتميز ياورد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




صديقتي في العالم الإفتراضي.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: صديقتي في العالم الإفتراضي..   صديقتي في العالم الإفتراضي.. Icon_minitime114/08/09, 07:32 am

شكرا على الموضوع الجميل تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




صديقتي في العالم الإفتراضي.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: صديقتي في العالم الإفتراضي..   صديقتي في العالم الإفتراضي.. Icon_minitime114/08/09, 06:00 pm

شكرا يا ورود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صديقتي في العالم الإفتراضي..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقــســام الأداريـــة :: أرشيــــــــــف المنتـــــــــــدى-
انتقل الى: