هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ديوان المتنبي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر




ديوان المتنبي Empty
مُساهمةموضوع: ديوان المتنبي   ديوان المتنبي Icon_minitime130/10/09, 03:54 am

حرف الهمزة


وهَــوَى الأَحِبَّـةِ منـهُ فـي سـودائِهِ عَــذْلُ العَـواذِلِ حَـولَ قَلبـي التائِـهِ
فَطِنْــتَ وكُــنْتَ أَغبَـى الأََغبِيـاءِ أَســـامَرِّيُّ ضُحْكـــةَ كُــلِّ راءِ
إذْ حَـيثُ كُـنْت مِـنَ الظـلامِ ضِيـاءُ
أمِـنَ ازْدِيـارَكِ فـي الدُّجـى الرُّقَبـاءُ
أَبَيـــتُ قَبولَـــهُ كُــلَّ الإبــاءِ لَقــد نَسَــبُوا الخيـامَ إلـى عَـلاءِ
وتحسـب مـاءَ غَـيري مـن إنـائي ؟ أَتُنكِــر يــا ابــنَ إِسـحقٍ إِخـائي

وأَحَـــقُّ مِنــكَ بِجَفْنِــهِ وبمائِــهِ اَلقَلــبُ أعلَــمُ يــا عـذولُ بِدائِـهِ

ولمَـــنْ يــدَّنِي مِــنَ البُعَــداءِ إنَّمــــا التَهنِئَـــاتُ لِلأَكْفـــاءِ

يــا خَـيْرَ مَـنْ تَحْـتَ ذي السَّـماءِ مـــاذا يَقُـــولُ الــذي يُغَنِّــي


حرف الراء

لَفــاخِرٌ كُسِــيَت فَخـرًا بِـهِ مُضَـرُ
إنّ الأًمـــيرَ أَدامَ اللـــهُ دَولَتَـــهُ

وبُكـاكَ إن لـم يَجْـرِ دَمْعـكَ أَو جَرَى
بـادٍ هـواك صَـبَرت أَم لـم تصـبِرا

فــإِنني لِرَحــيلي غَــيرُ مختــار
لا تُنكِـرنَّ رَحِـيلي عنـكَ فـي عَجَـلٍ

ومَــن لَــهُ فـي الفَضـائِلِ الخِـيَرُ
اخــتَرْتُ دَهمــاءَ تَيْـنِ يـا مَطَـرُ

وبـــأَن تُعــادَى يَنفَــدُ العُمْــرُ
بِرجَــاءِ جُــودِكَ يُطــرَد الفَقــرُ

وأَرادَ فِيـــكَ مُـــرادَكَ المِقــدارُ
سِــرْ! حَــلَّ حَـيْثُ تَحُلُّـهُ النُـوُّارُ

وَحِـيدًا ومـا قَـوْلي كَـذا ومَعي الصَّبرُ
أُطـاعِنُ خَـيْلا مِـنْ فَوارِسِـها الدَّهْـرُ

مُحَكَّمَــــةٍ نــــافذٍ أَمْرُهــــا
وجاريـــةٍ شَـــعرُها شَـــطْرُها

وأَنْــتَ أَعظـمُ أَهْـلِ الأَرضِ مِقْـدارا
زعَمـتَ أَنَّـكَ تَنفـي الظَـنَّ عن أًدَبي

للـــه مـــا تصنَـــعُ الخــمُورُ
نــالَ الَّــذي نِلــتَ مِنْــهُ مِنِّـي

وَفَــى لــي بِأَهْلِيــهِ وَزاد كَثِــيرا
وَوَقْـتٍ وَفَـى بـالدَّهْرِ لـي عِنْـدَ سَيِّدٍ

وحُسْــنُ الغِنــاءِ وصـافي الخُـمورِ
أَنَشْــرُ الكِبــاءِ وَوَجْــهُ الأَمــيرِ

أَنْ يَــرَى الشَــمْسَ فَــلا يُنكِرُهـا
لا تَلُـــومَنَّ اليَهُـــوديَّ عـــلى

لا بِقَلبــي لِمــا أَرَى فــي الأَمِـيرِ
إِنَّمـــا أَحــفَظُ المَــدِيحَ بِعَينــي

وقَلِيـــلٌ لَــكَ المَــدِيحُ الكَثــيرُ
تَــرْكُ مَدحِــيكَ كالهِجــاءِ لِنَفْسـي

هَيهـاتِ لسـتَ عـلى الحِجَـابِ بِقادِرِ
أَصبَحــتَ تَــأمُرُ بالحِجَـابِ لخِـلوَةٍ

تَــرَكْتِ عُيُــونَ عِبِيــدِي حَيـارَى
بُسَــيطَة مهْــلاً سُــقيتِ القِطـارا

مُنــيرةٌ بِـكَ حـتى الشَّـمسُ والقَمَـرُ
الصّـوم والفِطـرُ والأَعيـادُ والعُصُـرُ

لا يَصـدُقُ الـوَصفُ حَتى يَصدُقَ النَظَرُ
ظُلـمٌ لِـذا اليَـومِ وَصـفٌ قَبـلَ رُؤيتهِ

سَــكَنَّ جَوانحــي بــدَلَ الخُـدُورِ
عَذِيــري مـن عَـذارَى مـن أمُـورِ

بِفـيَّ بَـرُودٌ وَهـوَ فـي كَبِـدي جَـمرُ
أريقُــكِ أم مــاءُ الغَمَامَـةِ أَم خَـمرُ

وأنضــاءُ أســفارٍ كشَـربِ عُقـارِ
بقيـــة قَـــوْمٍ آذَنُـــوا بِبَــوار

وقَطــرُكَ فـي نَـدًى ووَغًـى بِحـارُ
طِــوالُ قَنــاً تُطاعِنُهــا قِصــارُ

إلا حَــــنينٌ دائِـــمٌ وزفـــيرُ
أَلآلِ إبـــراهيمَ بَعـــدَ محـــمدٍ

وَهُنِّئْتَهـا مِـن شـارِبٍ مع مُسْكِر السُّكرِ
مَـرَتْكَ ابـن إِبـراهيمَ صافيـة الخَـمر

وَصــارَ طَــوِيلُ السـلامِ اختِصـارا
أَرَى ذلِــكَ القُــربَ صـارَ ازوِرارا

أَنَّ الحيَــاةَ وإِنْ حَــرصْتُ غُــرورُ
إنّـــي لأعلَــمُ وَاللبيــبُ خــبيرُ

وســـرُّكَ سِــرِّي فمــا أظهــرُ
رِضــاكَ رِضــايَ الــذي أُوثِــرُ

وخَــبَت مَكــايِدُهُ وَهُــنُّ سَــعيرُ
غــاضَت أنامِلُــهُ وهُــنَّ بُحــورُ

وغَيَّــضَ الــدمعَ فَـانْهَلَّتْ بَـوادِرُه
حاشَــى الــرقيبَ فَخانَتْـهُ ضَمـائِرُهُ


حرف الزاي

لَـــذَّةُ العَيْـــنِ عُــدَّةٌ لِلــبِرازِ
كَفِرِنْــدي فرِنْــدُ سَــيْفي الجُـرازِ


حرف السين

وبــذل المكْرَمــاتِ مِــنَ النُفُـوس
يَقِــل لَــهُ القيـامَ عـلى الـرؤوسِ

وَلا ليَّنـــتَ قلبًــا وَهــوَ قــاسِ
أَلا أَذِّنْ فَمـــا أَذكـــرتَ ناســي

ثــم انْثَنَيــتِ ومـا شَـفيتِ نَسيسَـا
هــذِه بَـرزْتِ لنـا فَهِجـتِ رَسيسَـا

وأحْــلى مِــنْ مُعاطــاةِ الكُـؤوسِ
ألـــذُّ مِــنَ المُــدامِ الخــنَدَريس

مَــن حَــكَّمَ العَبــدَ عــلى نفسِـهِ
أَنــوَكُ مِــن عَبــدٍ ومِـن عِرسِـهِ

لَمَـا غَـدَوْت بِجـد فـي الهَـوى تَعس
أَظَبيَــةَ الوَحْـشِ لَـولا ظَبيَـةُ الأَنسِ

وأَطيَـــبُ مـــا شَـــمَّه مُعطِسُ
أَحَـــبُّ امـــرَئ حَــبَّتِ الأَنفُس

حرف الشين

حَشــاهُ لــي بِحَـرِّ حَشـاي حـاشِ
مَبِيتــي مـن دِمَشـق عـلَى فِـراشِ


حرف الضاد

ورُؤيـاكَ أَحْـلى في العُيونٍ مِنَ الغُمضِ
مَضَـى الليلُ والفَضلَ الذي لَكَ لا يَمضي

ومَـن فَوقَهـا والبـأسُ والكَرَمُ المَحضُ
إذا اعتَـلَّ سَـيفُ الدَولةِ اعتلَّتِ الأَرضُ

خِــلَعُ الأَمِــيرِ وحَقَّـهُ لـم نَقضِـهِ
فَعَلَــتْ بِنـا فِعـلَ السَـماءِ بأَرضِـه


حرف الباء

وغَــيرَكَ صارِمًــا ثَلـمَ الضِّـرابُ بِغَــيرِكَ راعيًــا عَبِــثَ الذئــابُ
وهـل تَـرقَى إلـى الفَلـكِ الخُـطوبُ أيــدري مــا أرابَــكَ مَـن يُـريبُ
فلـم أَرَ أَحـلَى مِنـكَ فـي العَينِ والقَلبِ خَرَجـتُ غَـداةَ النَّفْـرِ أَعـتَرِض الدُمَى
بالصَّافِيــــــاتِ الأَكوُبــــــا لأَحِــــــبَّتي أَنْ يَمــــــلأُوا
لأهلــهِ وشَــفى أنّــى ولا كرَبــا دَمْـعٌ جَـرى فقضـى في الرَّبع ما وَجَبا
كِنايــةً بِهِمـا عـن أشـرَفِ النَسَـبِ يـا أخَـتَ خَـيرِ أخ يـا بِنتَ خَيرِ أبِ
وخاضِبَيـــهِ النّجِــيعُ والغَضَــبُ أَحسَــنُ مــا يُخـضَب الحَـديدُ بـهِ
فَـداهُ الـوَرَى أَمضـى السُيُوفِ مَضارِبا
أَلا مــا لِسَـيفِ الدَولـةِ اليَـومَ عاتِبَـا

حُــمرَ الحِـلَى والمَطايـا والجَـلابِيب
مَــنِ الجــاذِرُ فـي زِيِّ الأَعـارِيبِ

وأيَّ رَزايـــاهُ بِوِتْـــرٍ نُطــالبُ
لأَيِّ صُــروفِ الدهــرِ فيـهِ نعـاتِبُ
وأعْجَـبُ مِـن ذا الهَجْر والوَصْلُ أَعجَب أغـالِبُ فِيـكَ الشَـوقَ والشَـوقُ أَغلَبُ
اللاَّبِســاتُ مِــنَ الحَــريرِ جَلابِبـا بــأَبي الشُّـموسُ الجانِحـاتُ غَوارِبـا
فـإِنَّكَ كُـنتَ الشَـرقَ للشَـمسِ والغَرْبا فَدَينـاكَ مـن رَبـعٍ وإِنْ زِدتَنـا كَرْبـا
ويخــلقُ مــا كَســاها مـن ثِيـابِ تجــفُّ الأرضُ مــن هـذا الرَبـابِ
تَحَــيَّرُ منــهُ فــي أَمـر عُجـابِ لِعَينــي كُــلَّ يَــومٍ مِنْــكَ حَـظٍّ
هَطِــلٌ فيــهِ ثَــوابٌ و عِقــابُ إنمــا بَــدرُ بــنُ عَمّـارٍ سـحابُ
عَجــائِب مـا رَأَيـتُ مِـنَ السَّـحابِ أَلَــم تَــرَ أيُّهــا المَلِـكُ المُرَجّـى
ورُدُّوا رُقــادي فَهْـو لَحْـظُ الحَبـائِبِ أَعِيـدُوا صَبـاحِي فَهـوَ عِنـدَ الكَواعِبِ
ولَـــوْلا المَلاحــةُ لــم أَعجَــبِ أَيـــا مـــا أُحيسِـــنَها مُقلــةً
كَـــفَى بِقُــرْبِ الأَمــيرِ طِيبــا الطِّيـــبُ مِمَّـــا غَنِيــتُ عَنْــهُ
فَقُلْــتُ إِلَيْــكَ إنَّ مَعِــي السَّـحابا تَعَــرَّضَ لـي السَّـحابُ وقَـدْ قَفَلْنـا
سَـــيِّدَنا وابــنَ ســيِّدِ العَــرَبِ يـــا ذا المَعــالي ومَعــدِنَ الأَدَبِ
مُقــابِلانِ ولكِــنْ أَحْسَــنا الأَدَبــا المَجْلِســانِ عــلى التَّمْيـيزِ بَيْنَهُمـا
فــــأَعذَرُهُم أَشـــفُّهُمُ حَبِيبـــا ضُــرُوبُ النــاس عُشَّـاقٌ ضُرُوبـا
لآخُـــذُ مــن حالاتِــه بنَصيــبِ لا يُحــزِنِ اللــهُ الأَمــيرَ فــإِنَّني
هــذا الَّــذي أثــرَ فــي قَلبِــهِ آخــرُ مــا الملْــك مُعــزَّى بِـهِ
أســيرَ المنَايــا صَــريع العَطـبْ لَقَــد أَصبَــحَ الجُــرَذ المسَــتغيرُ
نَخِــيب وأَمَّــا بَطنــهُ فرَحِــيب وأَســوَدَ أَمَّــا القَلْـبُ مِنـهُ فَضَيِّـقٌ
فِـــدَى كــلّ ماشِــيَةِ الهَيــذَبَى أَلا كُــــلُّ ماشِـــيَةِ الخـــيَزَلَى
فـــرُبَّ رأيٍ أخْطَـــأَ الصَّوابــا أبـــا سَـــعيدٍ جَــنّبِ العِتابــا
فيَخْــفَى بِتَبيــضِ القُـرُونِ شَـبابُ مُنًـى كُـنَّ لـي أَنَّ البَيـاضَ خِضـابُ
ثُـم اخْـتُبِرتَ فَلـم تَرْجـعْ إلـى أدَبِ لَمَّــا نُسـبتَ فَكـنْتَ ابنـاً لَغـيرِ أبِ


حرف التاء

فـي الشَّـرقِ والغَربِ مَن عاداكَ مَكبوتا
أُنْصُـر بِجـودِكَ ألفاظًـا تَـرَكتُ بِهـا

دانــي الصِّفــاتِ بَعِيـدُ مَوصُوفاتِهـا
سِــربٌ مَحاسِــنُهُ حُـرِمتُ ذَواتِهـا

وبَابَـــةَ كُـــلِّ غُـــلامٍ عَتــا
أَرَى مُرْهَفًــا مُــدهِشَ الصَّيْقَلِيــنَ

فَكــانَت قَـذَى عَينَيـهِ حَـتى تَجَـلّتِ
رَأَى خَـلّتي مِـن حَـيثُ يَخـفَى مَكانُها

وبِيْــضُ الهِنْــدِ وَهْــيَ مُجَـرَّداتُ
فَــدَتْكَ الخَــيْلُ وَهْــيَ مُسـوَّماتُ


حرف الجيم

وَنــارٌ فــي العَــدُوِّ لَهــا أَجِـيجُ
لِهَــذا اليــوم بَعــدَ غَــدٍ أَرِيـجُ


حرف الحاء


ومُنْصَــرَفي لَــهُ أَمْضَـى السِّـلاحِ
يُقـــاتِلُني عَلَيْــكَ اللَّيْــلُ جِــدًّا

وفــارِسَ كُــلِّ سَــلْهَبةٍ سَــبُوحِ
أَبــاعِثَ كُــلِّ مَكرُمــةٍ طَمُــوحِ

أَغِــذاءُ ذا الرَّشــإ الأَغَـنِّ الشّـيحُ
جــللاً كَمــا بــي فَليَـكُ التَّـبريحُ

بـــالقَلبِ مِــن حُبِّهــا تَبــاريحُ
جاريـــةٌ مـــا لِجِســـمِها رُوحُ

هَيَّجَـــتني كِلابُكُـــم بِالنُّبـــاح
أنــا عَيــنُ المُســوّدِ الجَحجــاحِ

عــلى آثارِهــا زَجِــلُ الجَنــاحِ
وَطــــائِرةٍ تَتَبعُهـــا المَنايـــا

وتَقـوَى مِـنَ الجِسـمِ الضَّعِيفِ الجَوارحُ
بِــأَدنَى ابتِسـامٍ مِنـكَ تَحيـا القَـرائِحُ


حرف الدال

وَلَيسَ بِمُنْكـــرٍ سَـــبقُ الجَــوادِ أَتُنكِــرُ مــا نَطَقــتُ بِــهِ بَدِيهـا

أمِ الخَـلْقُ فـي شَـخصِ حَـيٍّ أُعِيـدَا
أحُلمــاً نَــرى أمْ زمانــاً جَــديدا

وفــي كُــلِّ شَـأْوٍ شَـأَوْتَ العِبـادا
أَمِــنْ كُــلِّ شَـيءٍ بَلَغـتَ المُـرادا

فَــرْدٍ كيَــأْفوخِ البَعِــيرِ الأَصيَــدِ
وَشـــامِخٍ مِــنَ الجِبــالِ أَقــوَدِ

ولا خَــفَراً زادَت بــهِ حُـمرَة الخَـدِّ
نَسِـيتُ ومـا أنسَـى عِتابـاً على الصَدِّ

بِمــا مَضَـى أَم لأَمْـرٍ فِيـكَ تجـدِيدُ
عيــدٌ بِأيَّـةِ حـالٍ عُـدتَ يـا عِيـدُ

هــذا الــوَداعُ وَداعُ الـرُوحِ لِلجَسَـدِ
مــا ذا الـوَداعُ وَداعُ الـوامِقِ الكَمِـدِ

بلـــغَ المــدَى وتجــاوَزَ الحــدَّا
أقْصِـــرْ فلســـتَ بِزائــدي وُدَّا

فَـــدَت يَــدَ كاتبِــه كُــلُّ يَــدْ
بكُـــتب الأَنـــام كِتـــابٌ وَرد

بِطِّيخــةً نَبَتَــت بِنــارٍ فــي يَـدِ
وَبَنِيّــةٍ مــن خَــيزران ضُمّنَــت

لُيَيْلَتُنـــا المنوطَـــةُ بالتَّنـــادي
أُحـــادٌ أَم سُــداسٌ فــي أُحــادِ

مَحَـقَتْك حَـتى صِـرْتَ مـا لا يُوجَـدُ
إن القــوافيَ لــم تنمــكَ وإِنِّمــا

وقَـــدَّ قُــدودَ الحِســانِ القُــدودِ
أَيَـــا خَــدَّدَ اللــهُ وَردَ الخُــدودِ

لا تَحسُــدُنّ عــلى أَن يَنـأَمَ الأَسـدا
يَســتَعظِمُونَ أُبَيّاتًــا نَــأَمتُ بِهــا

أكـــرَمَ مــن تَغلِــبَ بْــنِ داوُدِ
مـــا ســـدكَت علَّــةٌ بمَــورُودِ

وأَذاعَتْــــهُ أَلسُـــنُ الحُسَّـــادِ
حَسَـم الصُلـحُ مـا اشـتَهَتْه الأَعـادِي

ووَرَت بـــــالَّذي أرادَ زنــــادُهُ
جــاءَ نيروزنــا وأَنــتَ مُــرادُهْ

وأشــكُو إلَيهــا بَينَنـا وَهْـيَ جُـندُهُ
أوَدُّ مـــنَ الأيَّــامِ مــا لا تَــوَدُّهُ

وذا الجِـدُّ فيـه نِلْـتُ أَمْ لـم أَنَـلْ جَدُّ
أَقَــلُّ فَعــالي بَلْــهَ أَكـثَرَهُ مَجـدُ

هُــوَ تَــوْأَمي لَــوْ أنَّ بَيْنًـا يُولَـدُ
أَمَّــا الفِــراقُ فإِنــهُ مــا أَعْهـدُ

لبيـــاض الطُّــلَى ووَرْدِ الخــدود
كــم قَتيــل كَمــا قُتِلــتُ شـهيدِ

قَبــلَ الفِـراقِ أَذًى بَعْـدَ الفِـراقِ يَـدُ
فــارَقتُكُم فــإذا مــا كـانَ عِنـدَكُمُ

فَيــا لَيْتَنــى بُعْـدٌ ويـا لَيْتَـهُ وَجْـدُ
لَقَـدْ حـازَني وَجْـدٌ بِمَـنْ حـازَهُ بُعـدُ

وَعـادةُ سَـيفِ الدولـةِ الطّعْنُ في العِدَى
لكـل امـرئٍ مـن دَهـرِهِ مـا تَعـوَّدا

وإِنَّ ضَجِــيعَ الخَــوَدِ مِنّـي لَمـاجِدُ
عَــواذِلُ ذاتِ الخــالِ فِـيَّ حَواسِـدُ

كــالغُمْضِ فــي الجَــفْنِ المُسَـهَّدْ
وَزِيـــارَةٍ عَــنْ غَــيْرِ مَوْعِــدْ

أمْ عِنـــدَ مَــولاكَ أنَّنــي راقِــدْ
أزائِـــرٌ يـــا خيــالُ أمْ عــائِدْ

إذا فَقَدنــاكَ يُعْطــي قَبـلَ أنْ يَعِـدا
مُحَـمدَ بْـنَ زُرَيـقٍ مـا نَـرى أحَـدًا

بـــه وحُـــرَّ المُلــوكِ عَبْــدا
يــا مَــن رأَيــتُ الحَـلِيمَ وَغْـدا

سـيفُ الصُّـدودِ عـلى أَعْـلى مُقلَّـدِه
وَشــادنٍ رُوحُ مَـن يَهْـواهُ فـي يـده

لَهـا صُـورةُ البِطِّيـخِ وَهْـي مِـنَ النَّدَّ
وسَــوداءَ مَنظُــومٍ عَلَيهــا لآلـئٌ

حَــتَّى أكــونَ بِـلا قَلْـبٍ ولا كَبِـدِ
مـا الشّـوقُ مُقتَنِعًـا مِنِّـي بِـذا الكَمَـدِ

هَيهــاتِ لَيسَ لِيَــومِ عَهْــدِكُمُ غَـدُ
اَليــومَ عَهْــدُكُمُ فــأَين الموَعِــدُ


حرف الذال

فـي الشَّـرقِ والغَربِ مَن عاداكَ مَكبوتا
أُنْصُـر بِجـودِكَ ألفاظًـا تَـرَكتُ بِهـا

أم لَيــثُ غــابٍ يَقــدم الأُســتاذا
أَمُســاوِر أم قَــرنُ شــمسٍ هــذا


حرف الضاد

ورُؤيـاكَ أَحْـلى في العُيونٍ مِنَ الغُمضِ
مَضَـى الليلُ والفَضلَ الذي لَكَ لا يَمضي

ومَـن فَوقَهـا والبـأسُ والكَرَمُ المَحضُ
إذا اعتَـلَّ سَـيفُ الدَولةِ اعتلَّتِ الأَرضُ

خِــلَعُ الأَمِــيرِ وحَقَّـهُ لـم نَقضِـهِ
فَعَلَــتْ بِنـا فِعـلَ السَـماءِ بأَرضِـه

حرف العين

إن قــاتَلُوا جَـبنُوا أو حَـدَّثُوا شَـجُعُوا
غَــيرِي بـأكثَرِ هـذا النـاس يَنخَـدِعُ

وقَضَــى اللــه بَعْــدَ ذاكَ اجْتِمَاعـا
بـــأبِي مَــن وَدِدْتُــه فَافتَرَقْنــا

لَيــتَ الرِيــاحَ صُنَّـعٌ مـا تصنَـعُ
لا عَــــدِمَ المُشَـــيِّعَ المُشَـــيَّعُ

فــارَقتني وأقــامَ بَيــنَ ضُلـوعي
شــوقي إِلَيـكَ نَفـى لَذيـذَ هُجـوعي

وَإلا فاســـقها السُّـــمَّ النقيعـــا
مُلــثَّ القَطــرِ أعطِشــها رُبوعـا

تَطِسُ الخُــدودَ كمـا تَطِسْـنَ اليَرْمَعـا
أرَكـــائِبَ الأًحْبــابِ إنَّ الأدْمُعــا

والــدَمعُ بَينَهُمــا عَصِــيُّ طَيِّــعُ
الحُــزنُ يُقلِــقُ والتَجَــمُّلُ يَـردَعُ

فلـــم أَدْر أي الظــاعنَيْنِ أُشَــيِّعُ
حُشاشَــة نَفس وَدعَـت يـومَ وَدَّعـوا

حرف الفاء

ولِلنَبْــلِ حَـولي مـن يَدَيـهِ حَـفِيفُ
ومُنتَسِــبٍ عِنـدِي إلـى مَـن أُحِبُّـهُ

والسِّــجنِ والقَيــدِ يــا أبـا دُلَـفِ
أهــوِن بطــولِ الثــواءِ والتَّلـفِ

وَلَــوَ أنَّ الجيــادَ فيهــا أُلــوفُ
مــوقِعُ الخَــيلِ مـن نَـداكَ طَفِيـفُ

لِوَحْشِــيَّةٍ لا مــا لِوَحْشِــيَّة شَـنْفُ
لِجِنّيّــةٍ أمْ غــادَةٍ رُفــعَ السَّـجْفُ

أجـــدعُ مِنهُـــم بِهِـــنَّ آنافــا
أَعـــدَدُت لِلغـــادرينَ أســـيافَا

وَزلّــت عــن مُباشِـرِها الحُـتُوفُ
بِـــهِ وبِمِثلِــهِ شُــقَّ الصُّفــوفُ


حرف القاف

مَجَــرَّ عَوالينــا ومَجْـرَى السَـوابِقِ
تَذَكَّــرتُ مـا بَيـنَ العُـذَيبِ وبـارِقِ

وجَــوًى يَزيــدُ وَعَــبرَة تَـتَرَقرَقُ
أرَق عـــلى أرَقٍ وَمثــلي يَــأرَقُ

وودٌّ لـــم تَشُـــبْهُ لــي بمَــذْقِ
سَــقاني الخـمْرَ قَـولك لـي بِحَـقّي

سِـــوَى أَنْ لَيسَ تَصلُــحُ للعِنــاقِ
وذاتِ غَدائِـــرٍ لا عَيـــب فيهــا

أيَّ عظيـــــــمٍ أتَّقِــــــي
أيَّ مَحَـــــــلٍّ أَرتَقــــــي

تُهيِّــــجُ لِلقَلْــــبِ أَشـــواقَهُ
وَجَــــدْتُ المُدامَـــةَ غَلابَـــةً

ويـا قَلْـبُ حَـتى أنْـتَ ممـن أفـارِقُ
هُـوَ البَيْـنُ حَـتى مـا تـأنّى الحزَائِقُ

هـذا الـدَواءُ الـذي يَشـفِي منَ الحُمُقِ
قـالوا لنـا: مـاتَ إسْـحقٌ! فقُلتُ لَهُم:

تَحسَــبُ الــدّمعَ خِلقـةً فـي المـآقِ
أَتراهــــا لِكَــــثرة العُشَّـــاقِ

وأَيَّ قُلــوبِ هــذا الــرَكْبِ شـاقا
أيَـــدرِي الـــرَبْعُ أَيَّ دَمٍ أَراقــا

ولِلحُـبِّ مـا لـم يبـقَ مِنِّـى وَما بقِي
لعينَيـك مـا يَلقَـى الفـؤَاد وَمـا لَقِـي

جُــودِ يَدَيــهِ بِــالعَينِ والــورَقِ
لامَ أُنـــاس أَبــا العَشــائِرِ فــي

يَشْــكُو خَلاهــا كَــثْرةَ العــوائِقِ
مــا لِلمُــرُوج الخُـضرِ والحَـدائِقِ


حرف الكاف

فَــــلا مَلِـــكٌ إذَنْ إِلاّ فَداكـــا فِـدًى لَـكَ مَـن يقصِّـرُ عَـن مَداكـا
لَقـد فاتَـه الحُسـنُ فـي الـوَصفِ لَكْ لَئِــن كــانَ أَحسَــنَ فـي وَصفِهـا
شُــرَكاؤُه فــي مِلْكِــهِ لا مُلكِــهِ يــا أيهــا المَلِــكُ الـذي نُدمـاؤه
وقَـلّ الـذي صُـورٌ وأنْـتَ لـهُ لَكـا تُهَنّـــا بصُــورٍ أَمْ نهَنئُهــا بِكــا
لا لِســــوى وُدِّك لـــي ذاكـــا لــم تَــرَ مَــنْ نــادَمتُ إلاكــا
متعَجّـــــــبٌ لِتَعَجُّــــــبِك أَنــــا عــــاتِبٌ لتعَتُّبِــــكْ
وجُــدتُ بـي وبـدَمعي فـي مَغانيكـا بَكَـيتُ يـا رَبـعُ حَـتَّى كِـدتُ أُبكيكـا
ســارَ فَهْــوَ الشَـمسَ والدُنيـا فَلَـكْ إِن هــذا الشِـعرَ فـي الشِـعرِ مَلَـكْ
ومِــن حَــقِّ ذا الشّــرِيفِ عَلَيكـا قَــدْ بَلَغْـتَ الَّـذي أَردْتَ مِـنَ الـبِرِّ
ورُبَّ قافيــةٍ غــاظَت بِــهِ مَلِكــا رُبَّ نجــيع بسـيفِ الدَولـةِ انسَـفَكا
كأننــا فـي سـماءٍ مـا لهـا حُـبكُ أَمَــا تَــرى مــا أَراهُ أيهـا الملَـكُ


حرف اللام

فــي البُعْــدِ مــا لا تكَـلُّفُ الإبِـلُ
أبْعـــدُ نــأيِ المَليحَــةِ البَخَــلُ

عَيـاءٌ بِـهِ مـاتَ المحـبُّونَ مِـن قَبل
عَزيـزُ إِسًـا مَـن داؤُهُ الحَـدَق النُّجـلُ

وحُســنَ الصــبرِ زمُّـوا لا الجِمـالا
بَقــائي شــاءَ لَيسَ هُــمُ ارتِحـالا

وَالبَيْـنُ جـارَ عـلى ضُعفـي وما عَدَلا
أَحيـا وَأَيسَـرُ مـا قاسـيتُ مـا قَتَـلا

ولا لِغَـــيرِ الغادِيـــاتِ الهُطــلِ
ومَـــنْزِل لَيْسَ لَنـــا بِمَـــنزل

وَلا تخشَــيا خُلفًــا لمـا أنـا قـائِلُ
قِفــا تَرَيــا ودْقـي فهاتـا المخـايِلُ

نَكَســاني فـي السُّـقْمِ نُكْـسَ الهِـلالِ
صِلَـةُ الهَجْـرِ لـي وهَجْـرُ الوِصـالِ

مَطَــرٌ تَزيــدُ بـهِ الخُـدودُ مُحـولا
فـي الخَـد أَن عَـزَمَ الخَـليطُ رَحـيلا

عَـــدَاني أَنْ أَراكَ بهــا اعْتِلالــي
أَرَى حُـــلَلاً مُطَـــواةً حِســـاناً

فـي شُـربها وكـفَتْ جَـوابَ السـائلِ
عَــذَلَت مُنَادَمَــةُ الأَمــيرِ عَـواذِلي

يومــاً تَوَفّــرَ حَظُّــهُ مــن مالِـهِ
بَــدرٌ فتــىً لـو كـانَ مـن سـؤّالِهِ

فَوَجَــدتُ أكــثر مـا وَجـدْتُ قليـلا
أحْــبَبت بِــرَّكَ إذا أرَدْتَ رَحــيلا

وعِفْــتُ فــي الجَلْسَــةِ تَطْويلَهــا
قـــد أُبــتُ بالحاجــةِ مَقضِيَّــةً

وأَنــتَ بِالمَكْرُمــاتِ فــي شُــغُلِ
قَــد شَــغلَ النــاسَ كَـثرةُ الأمَـل

بَريئـاً مِـنَ الجرحـى سـليماً مِنَ القَتلِ
مُحِــبي قِيــامي مـا لِـذلِكُمُ النصـل

مَنْشــورَةَ الضفْــرَيْنِ يَــومَ القتـالْ
لا تَحْســنُ الوَفْــرَة حَــتى تـرى

طِــوالٌ ولَيــلُ العاشِــقِينَ طَـوِيلُ
لَيــالِيَّ بَعــدَ الظــاعِنِينَ شُــكُولُ

وَلا رأيَ فـــي الحُـــبِّ لِلعــاقِلِ
إلامَ طَماعِيَــــــةُ العـــــاذِلِ

والطعــنُ عِنــدَ مُحِــبِّيهنَّ كـالقُبَلِ
أَعـلى الممـالِك مـا يُبنَـى على الأسَلِ

وهـذا الـذي يُضنـي كـذاكَ الذي يُبلي
بِنَـا مِنـكَ فَـوقَ الرَملِ ما بِك في الرَملِ

لـــولا اذِّكــارُ وَداعِــه وزيالــهِ
لا الحُــلمُ جــادَ بِــه ولا بِمِثالِــهِ

وَلا يَفعَـــلُ الســـيفُ أَفعالَـــهُ
يُــــؤَمِّمُ ذا الســــيفُ آمالَـــهُ

وتَشــمَل مَــن دَهرَهــا يَشــمَلُ
أَيَقـــدحُ فــي الخَيْمَــةِ العُــذّلُ

دَعــا فلَبَّــاهُ قَبـلَ الـرَكْبِ والإِبِـلِ
أَجـابَ دَمْعـي ومـا الداعي سِوَى طَلَلِ

قُــدْ مُــرِ انــهَ اسْـر فُـهْ تُسَـل
عِشِ ابْـــقَ اســـمُ ســدْ جُــد

كــأَنكَ واصِــفٌ وَقــتَ الــنِّزالِ
وَصفــتَ لَنــا وَلَــم نَـرَهُ سِـلاحًا

تُــرُنجُ الهِنــدِ أَو طَلــعُ النَخِــيلِ
شــدِيدُ البُعـد مـن شُـرْبِ الشَّـمُولِ

وتَقتُلُنـــا المَنُــونُ بِــلا قِتــالِ
نُعـــدُّ المَشـــرَفيَّةَ والعَـــوالي

فَخَـــيرُهم أَكـــثَرُهُم فَضـــائِلا
إن كُــنت عـن خَـيرِ الأَنـامِ سـائِلا

وَكــانَ بِقَــدرِ مــا عـايَنتُ قِيـليِ
أَتَيــتُ بِمَنطِــقِ العَـرَبِ الأَصِيـلِ

يَــرُدُّ بهــا عــن نَفسِـهِ ويُشـاغِلُ
دروعِ لمَلْــك الـرُوم هـذي الرَسـائِلُ

وأَنــتَ الصَحــيحُ بِــذا لا العَلِيـلُ
فُــدِيتَ بمــاذا يُسَــرّ الرَســولُ

تَكُــنِ الأَفضَــلَ الأَعَــزَّ الأَجَــلاّ
إِنْ يَكُــنْ صَـبْرُ ذي الرَزِيئَـةِ فَضْـلا

هكــــذا هكـــذا وإِلا فـــلا لا
ذِي المَعــالِي فَلْيَعْلُــوَنْ مَـن تَعـالَى

أنـــا أهــوَى وقَلبُــكَ المتبُــولُ
مــا لَنــا كُلنــا جَـوٍ يـا رَسُـولُ

فسَـــمْعًا لأِمــرِ أمِــيرِ العَــرَبْ
فَهِمـــتُ الكِتــابَ أبَــرَّ الكُــتُب

فَليُسـعِدِ النطـق إن لـم تُسـعِد الحـالُ
لا خــيلَ عنــدَك تُهدِيهـا ولا مـال

إِلــى بَلَــدٍ أُحــاوِلُ فيــهِ مـالا
أَتحـــلِف لا تكَـــلِّفُني مسِـــيراً

ومَـن ذا الـذي يَـدري بِما فيهِ مِن جَهل
كَدعـواك كُـل يَـدَعي صِحـةَ العَقـلِ

نَبكِـــي وتُــرزِمُ تَحتَنــا الإبِــلُ
إثْلـــثْ فإنَّـــا أيُّهـــا الطَّلَــلُ

وزُرتَ العُـــــداةَ بِآجالِهـــــا
لَقِيــــتَ العُفــــاةَ بِآمالِهــــا

بِــأنْ تقُــولَ مــا لَـهُ ومـا لِـي
مـــا أجــدَرَ الأيــامَ واللَّيــالي

تَـــأَن وعُـــدَّهُ مِمَّـــا تُنِيــلُ
رَوَيــدَكَ أيُّهــا المَلِــكُ الجَــلِيلُ

أَقفَــرتِ أَنْـتِ وهُـنّ مِنـكِ أَواهِـلُ
لَـكِ يـا مَنـازِلُ فـي القُلـوبِ مَنازِلُ

أوّلَ حَــــيٍّ فِــــراقُكم قَتَلـــهْ
لا تَحسَـــبُوا رَبْعَكـــم ولا طَلَلــه

يَجُــوبُ حُزونًــا بيْنَنَــا وسُـهولا
أَتــاني كَـلامُ الجـاهِلِ ابـنِ كَـيَغلَغٍ

وجَــرَّكُمُ مِــنْ خِفَّــةٍ بِكُـمُ النَّمـلُ
أَمــاتَكُمُ مِــن قبْـلِ مَـوْتِكُمُ الجَـهْلُ

وأَفْصَــحَ النــاسِ فــي المَقــال
يــا أَكْــرَمَ النــاسِ فــي الفِعـالِ


حرف الميم

عَلمْـتُ بِمـا بـي بيْـنَ تِلْـكَ المَعـالِمِ
أنــا لائِـمي إِنْ كُـنْتُ وَقْـتَ اللَّـوائِم

خَــفِيٌّ عَنــكَ فـي الهَيجـا مَقـامي
أَبــا عبــدِ الإِلــهِ مُعــاذ: إِنّـي

جَـلَبَتْ حِمـامِي قَبـلَ وَقـتِ حِمـامي
ذِكَـــرُ الصِبَــى ومَــراتَعِ الآرامِ

مــاذا يَزِيــدُكَ فـي إِقـدامِكَ القَسَـمُ
عُقَبـى اليَمِيـنِ عـلى عُقَبى الوَغَى نَدَمُ

وأَنَلْنـــاكَ بَـــدْرةً فــي المَنــامِ
قــد سَـمِعنا مـا قُلـتَ فـي الأَحـلامِ

أَمْســى الأَنــامُ لـهُ مُجِـلاًّ مُعْظِمـا
حُــيِّيْتَ مِــنْ قَسَـمٍ وأَفْـدِي مُقْسِـما

تُــرَبِّي عِــداهُ رِيشَــها لِسِــهامِهِ
أَيــا رامِيــاً يُصمِـي فُـؤَادَ مَرامِـه

وسَــحَّ لــهُ رُسْـلَ المُلـوكِ غَمـامُ
أَراعَ كَـــذا كُــلَّ الأَنــامِ هُمــامُ

وتَــأتِي عَـلَى قَـدْرِ الكِـرامِ المَكـارِمُ
عَـلَى قَـدْرِ أَهـلِ العَـزمِ تَأتِي العَزائِمُ

شَـرِبْنا الَّـذي مِـن مِثلِـهِ شَرِبَ الكَرمُ
إذا مـا شَـرِبتَ الخَـمرَ صِرفًـا مُهَنًّـأ

السَّــيفُ أحسَـنُ فِعْـلاً مِنْـهُ بـاللَّمَمِ
ضيــفٌ ألَـمَّ بِرأسـي غَـيرَ مُحْتَشِـمِ

ولا اشــتَكَتْ مــن دُوارِهــا أَلَمـا
مــا نَقَلَــت عِنْــدَ مَشــيةٍ قَدَمَـا

ووَقـــعُ فَعالِــهِ فَــوقَ الكَــلامِ
ملومُكُمـــا يَجــلُّ عــن المــلامِ

ومــا سُــراهُ عـلى خُـفٍّ وَلا قَـدَمِ
حَتَّـامَ نَحـنُ نُسـارِي النَّجـمَ في الظُلَمِ

وشَــيء مــنَ النَــد فيــهِ اسـمهُ
يُذكِّــــرُني فاتِكــــا حلمُـــه

لأُعَلَّلَــــنَ بهـــذِهِ الخُـــرْطومِ
وَأَخٍ لنــا بعَــث الطــلاقَ أَلِيَّــةً

أيــنَ المَحــاجِمُ يـا كـافُورُ وَالجَـلَمُ
مِـن أيَّـةِ الطُـرْقِ يَـأتي مِثلَـكَ الكَرَمُ

تَــزُولُ بِــهِ عَـنِ القلـبِ الهُمـومُ
أمَــا فــي هــذه الدُنيــا كَــرِيمُ

مُـــدرِك أَو مُحـــارِبٍ لا يَنــامُ
لا افتِخـــارٌ إِلا لِمَـــنْ لا يُضــامُ

ِ وحَـتى مَتَـى فـي شـقوَةٍ وإلـى كَمِ
إلـى أَيّ حـين أنـت فـي زِيّ مُحـرِم

هَــم أقــامَ عــلى فــؤاد أَنجَمَـا
كُـفّي ! أَرانـي، وَيْـكِ، لَـوْمَكِ ألومـا

فمــا بَطشُـها جَـهلاً ولا كَفُّهـا حِلْمـا
أَلاَ لا أُرِي الأَحــداث مَدحًـا ولا ذَمَّـا

أَنـــكَ صَـــيرتَ نَــثْرَهُ دِيَمــا
قَـدْ صَـدَقَ الـوردُ فـي الـذي زَعَمـا

وأَمٌ ومَــنْ يَممــت خَــيْرُ مُيَمَّــمِ
فِــراقٌ ومَــنْ فـارَقْتُ غَـيرُ مُـذَمَّمِ

ولــم يَــترُك نَــداكَ لَنــا هُيامـا
رَوينــا يــا ابـنَ عَسْـكرٍ الهُمامـا

ومَــن بِجِسـمي وَحـالي عِنْـدَهُ سَـقَمُ
وَاحَــرَّ قَلبــاهُ مِمَّــن قَلْبُـهُ شَـبِمُ

أَحــدَثُ شَــيءٍ عَهـداً بِهـا القِـدَمُ
أحَـــقُّ عــافٍ بِــدَمعِكَ الهِمــمُ

وعُمْــرٌ مِثــلُ مــا تَهَـبُ اللّئـامُ
فُـــؤادٌ مـــا تُسَـــلِّيهِ المُــدامُ

فتَسْــكُنَ نَفْســي أمْ مُهــانٌ فمُسْـلَمُ
أجــارُكِ يـا أُسْـدَ الفَـراديسِ مُكْـرَمُ

ويَســرِي كُلمــا شِــئتُ الغَمــامُ
أَعَــنْ إذنــي تَمُـرّ الـريحُ رَهـوًا

أَكُــلُّ فصيــحٍ قــالَ شِـعرًا مَتَيَّـمُ
إِذا كــانَ مــدحٌ فالنَّســيبُ المُقَـدَّمُ

لَعَـل بهـا مثْـل الـذي بـي مِنَ السُّقْمِ
مَلامـي النـوى فـي ظُلمِها غايَةُ الظلمِ

ومِــنِ ارتيــاحِكَ فـي غَمـامٍ دائِـمِ
أنــا مِنْــكَ بَيـن فَضـائِلٍ ومكـارِمِ

بــأن تُسـعِد والـدَمعُ أشـفاه سـاجِمُهْ
وَفاؤُكمــا كــالرَبعِ أشـجاهُ طاسِـمُهْ

نَحــن نَبـتُ الـرُّبى وأَنـتَ الغمـامُ
أيــنَ أزمَعــتَ أيُّ هــذا الهُمــامُ

فَـــلا تَقْنَــعْ بِمــا دُونَ النُّجــومِ
إِذا غــامَرْتَ فــي شَــرَفٍ مَـرُومِ

فَلِمَـــنْ ذا الحَـــدِيثُ والإِعــلامُ
غَـــيرُ مُســتَنكَرٍ لَــكَ الإِقــدامُ

وَزالَ عَنــكَ إلــى أَعــدائكَ الأَلَـمُ
المَجْــدُ عُـوفِي إِذ عُـوفِيتَ والكَـرمُ

بِهِــنَّ فُلــولٌ مـن قِـراعِ الكَتـائِبَ
وَلا عَيْــبَ فِيهِـم غَـيرَ أَنّ سُـيُوفَهُم

ونَتَّهِــمُ الواشــينَ والــدَّمْعُ مِنهُـمُ
نَـرى عِظَمـاً بـالبَيْنِ والصَّـدُّ أَعْظَـمُ


حرف النون

ثُـم اسـتَوى فيـهِ إسـراري وإعلانـي
كَــتَمتُ حُـبكِ حَـتَّى مِنـكِ تَكرمَـةً

ذي ادَّخَــرَتْ لِصــروف الزَّمــانِ
قُضاعَــةُ تَعلَــمُ أَنّــي الفَتـى الّـ

بِمسْــعاتِها تَقْــرر بِــذاكَ عُيونهـا
جَــزَى عَرَبـاً أَمسـت بِبُلْبيسَ رَبُّهـا

ونَســأَلُ فيهـا غَـيرَ سـاكِنها الإذنـا
نـزُورُ دِيـارًا مـا نُحِـبُّ لَهـا مَغنَـى

بِمَنزِلــةِ الــرَبيعِ مــنَ الزَمــانِ
مَغـانِي الشِّـعبِ طِيبـاً فـي المغَـانِي

وفَـرقَ الهَجْـرُ بَيْـنَ الجـفنِ والوَسَـنِ
أبْـلى الهَـوى أسـفاً يَـوْمَ النًّوى بَدني

ضيفــــاً لأوْســـعناهُ إِحسَـــانا
لَـــو كَــانَ ذا الآكــلُ أَزْوادَنــا

مَــنْ لــم يَكُــنْ لِمِثالِــهِ تَكْـوينُ
يــا بَــدرُ إِنَّـكَ والحـدِيثُ شُـجُونُ

أَنْ لــم يَـزُلْ ولجِـنْحِ اللَّيْـلِ إِجْنـانُ
زالَ النَّهــارُ ونُــورٌ مِنْـكَ يُوهِمُنـا

يَخـلُو مِـنَ الهَـمِّ أَخـلاهُم مِـنَ الفِطَنِ
أَفـاضِلُ النـاسِ أَغْـراضٌ لَـدَى الزَّمَنِ

وأَلَــذُّ شَــكوَى عاشـقٍ مـا أَعْلَنـا
اَلحُــبُّ مــا مَنَـعَ الكَـلامَ الأَلسـنا

هُــوَ أَوَّلٌ وَهِــيَ المَحَــلُّ الثـاني
اَلــرَأْيُ قَبــلَ شَــجَاعَةِ الشُـجعانِ

صَحَــوت فلـم تَحُـل بَينـي و بَينـي
إذا مــا الكَــأسُ أَرعَشَــتِ اليَـدَينِ

تَـدمَى وأَلَّـفَ فـي ذا القَلـب أَحْزانـا
قَــد علّـم البَيـن مِنـا البَيـنَ أَجفانـا

سَــوداءَ فـي قِشـرٍ مِـنَ الخَـيزُرانْ
مـــا أَنـــا والخَــمر وبطِّيخــةً

يَذُمُّهــــا النـــاسُ ويَحمَدُونَـــهُ
حَجَّــبَ ذا البحــرَ بحــارٌ دُونَــهُ

وَلا نَـــدِيمٌ وَلا كَــأس وَلا سَــكَنُ
بِــمَ التَعَلُّــلُ لا أَهــلٌ وَلا وَطَـنُ

وعَنــاهُم مــن شــأنِهِ مـا عَنانـا
صَحــب النــاسُ قَبلَنـا ذا الزَمانـا

ولَــو كَــانَ مـن أَعـدائِكَ القَمَـرانِ
عَـــدُوكَ مَذمُــومٌ بكُــلِّ لِســانِ

إذا نُشِــرَتْ كـانَ الهِبـاتُ صِوانَهـا
ثِيــابُ كَـرِيمٍ مـا يَصُـونُ حِسـانَها


حرف الهاء

والدّهـــرُ لَفــظ وأَنــتَ مَعْنــاهُ النّــاسُ مــا لَــم يَــرَوكَ أَشـباهُ
ووَلِـــيُّ النَمــاءِ مَــن تَنْميــهِ أغلَــبُ الحَــيّزَينِ مـا كُـنتَ فيـهِ
دارٌ مُبارَكــةُ المَلــك الــذي فِيهـا أحَــقُّ دارٍ بِــأَن تُــدعَى مُبارَكـةً
تــأْتي النَـدَى ويُـذاعُ عَنـك فتَكـرَهُ أَنــا بالوُشــاةِ إذا ذكــرتُكَ أَشـبهُ
ذلِــــكَ عِــــيٌّ إذا وصفنـــاهُ قَــالُوا أَلَــم تَكنِــهِ فَقُلــتُ لهـم:
لَمِــنَ نــأَت والبَــدِيلُ ذِكراهــا أَوْهِ بَـــدِيلٌ مــن قَــولتِي واهــا
أَبعَــد مــا بَــانَ عَنــكَ خُرَّدُهـا أَهـــلاً بِــدارٍ سَــباكَ أغيَدُهــا
فَألأمهــــا ربيعَـــةُ أَو بنـــوه لَئِــنْ تَــكُ طَيِّــىءٌ كَـانَت لِئَامـاً

حرف الياء

وحَسْــبُ المَنايــا أنْ يَكــنَّ أمانِيـا
كَـفَى بِـكَ داءً أن تَـرى المَـوتَ شافِيَا

ومـا أنـا عـن نَفسِـي وَلا عَنكَ رَاضِيا
أُرِيـكَ الـرِضَى لَـو أخَفتِ النَفسُ خافِيا

إحترامي ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




ديوان المتنبي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان المتنبي   ديوان المتنبي Icon_minitime130/10/09, 04:21 am

شكرااااااااا ع الديوان الجميل تحيااااتي لك ياحسن المدريدي

تحياااااتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




ديوان المتنبي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان المتنبي   ديوان المتنبي Icon_minitime130/10/09, 04:32 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
شكرا يا كوران على المور الجميل و الراقي
تخياتي يالك يا وردة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مريم العتابي

ديوان المتنبي Stars4
مريم العتابي


رسالة sms رسالة sms : وودت لوان الطريق لكربلاء
من مولدي سيراً لحين مماتي
لانادي في يوم الحساب تفاخراً
افنيت في حب الحسين حياتي
......
لــو قطـــعوا الارجـــل واليــدين نــأتيــــك زحــفــا سيـــدي ياحســــين
.....
انثى
عدد المساهمات : 1051
العمر : 30
المهنة : ديوان المتنبي Studen10
الهواية : ديوان المتنبي Readin10
اعلام الدول : ديوان المتنبي Female42
النقاط : 1110
تاريخ التسجيل : 09/08/2009

ديوان المتنبي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان المتنبي   ديوان المتنبي Icon_minitime130/10/09, 06:14 pm

شكرا حسن ع الديووان الراقي

لارقى شاعر

تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




ديوان المتنبي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان المتنبي   ديوان المتنبي Icon_minitime130/10/09, 06:48 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
شكرا يا مريم
منورة الموضوع
تحياتي الكي يا وردة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ديوان المتنبي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لآلئ المتنبي
» أبو الطيّب المتنبي
» ديوان الامام علي قافية الباء والتاء
» ديوان الامام علي قافية الجيم والحاءوالدال
» ديوان الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام قافية الالف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: عــائــلــة جلسـة سمـــــر :: الشعـر الفصيـح في جلسـة سمـر-
انتقل الى: