برايك ما مكونات هيكل مشاعر الانسان

الانسان بطبعه مدني واجتماعي

قد بدأها أرسطو حين قال : "الإنسان حيوان اجتماعي"، وأكملها العلامَة ابن خلدون - رحمه الله - بقوله : "الاجتماع الإنساني ضروري ويعبر الحكماء عن هذا بقولهم الإنسان مدني بالطبع أي لا بد له من الاجتماع الذي هو المدينة في اصطلاحهم وهو معنى العمران"

نكاد نتّفق -جميعًا- أنّ محيط الإنسان الاجتماعي له أشدّ الأثر على شخصيّة الإنسان، منذ النشوء وحتّى الوفاة. وهذا المُحيطُ يُؤثّر ابتداءً على هويّة الإنسان كاللغة، والمفاهيم والعادات والتقاليد.. وحتّى الأفكار والمعتقدات والمبادئ والقيم.

لكنّي حقيقة حاولتُ في فتراتٍ كثيرة من حياتي أن أفهم مشاعر الإنسان. هذه المشاعر التي تظهر بلا ارادة في كثير من الأحيان، إلاّ أنّها أشياء مدفونة في قلبه وعقله الباطن وتخرج بمجرّد ما أن تُنبش بنوع مُعيّن من المعاول

كانت البداية في محاولة فهم مشاعر الحزن عند الإنسان.

لماذا يحزن الإنسان؟ وما هو سرّ هذه الحرارة غريبة المصدر التي تتفجّر في قلبه وتدفعه أن يُنزلَ بعض قطراتِ الماء على خدّيْه؟

هل يكون ظاهر هذا الأمر رسالة إلى الإنسان الآخر بأنه يحتاج إلى مواساة؟ و يا هل تُرى لو أنّ الإنسانَ لم يكُن اجتماعيًا.. هل سيحزنُ الإنسانُ بنفسِ الطريقة التي يحزنُ بها في مُحيطٍ بشريّ؟

لنفهم هذا الأمر بصورة أوضح، علينا أن نأخذُ أمثلة حيّة ونفهمها. طبعًا من الصعب أن نعزل إنسانًا عزلاً تامًا لفترة كبيرة- عشرة سنوات او اكثر- ومن ثمّ نُجري عليه دراسات. ولكنّنا سنأخذ أمثلة بامكانها تقريب الصورة كيف سيكون هيكل المشاعر الإنسانيّة وعلاقته بالمحيط البشري

في العادة، عندما يُريدُ علماء الرياضيّات أن يفهموا كيف تتحرّك دالّة مُعيّنة بجوار غير مُعرّف، فهُم يأخذون قيَم عدديّة قريبة جدًا من هذا الجوار. وهذا ما سنفعله في محاولة لفهم كيف يمكن أن يتصرّف الإنسان إذا تمّ عزله عن مُحيطه الإجتماعي. والحقيقة أن أقرب صورتين في بالي الآن، هما البدو - رجال الصحراء - وأيضًا أصحاب الحبس الإنفرادي لفترات كبيرة من الزمن

أمّا أصحاب الحبس الإنفرادي فليس عندي معلومات دقيقة عن أثر العزل شبه التامّ عن المحيط البشري وكيفيّة تأثيره على نفوسهم. ولكن بالنسبة للبدو، فعلى الأقل عندنا خلفيّة عن تصرّفاتهم المختلفة نوعًا ما عن تصرّفات أهل الحضر. طبعًا البدو ليسوا مثالاً دقيقًا لهذه الدراسة، لأنّ البدو عمومًا يعيشون في تجمّعات قبليّة ويعيشون في أطُرْ عائليّة ممّا قد يزيد صعوبة الفهم. ولكن يبقى البدو - أقصد سُكّان الصحراء منهم- أكثر انعزالاً من أهل المدينة

الحقيقة أنّني لم أعامل بدوًا صحراويين معاملة مُباشرة، ولذلك سأعتمد على ما نُقل عنهم وسُمع لمجرّد الإستدلال لا أكثر. الحقيقة أنّ القصص الواردة عن الأعراب من زمان النبيّ صلى الله عليه وسلّم وما بعده تؤكّد مدى جلافة وقسوة الأعراب. وهذا رُبّما يكون بسبب طبيعة الحياة الأقل اجتماعيّة التي يعيشونها في الصحراء

الحقيقة أن المثال التقريبي لم يُساعدنا كثيرًا - على الأقل بالنسبة لي - في فهم المسألة. إذ أنّ عزل الإنسان بشكل تامّ سيكونُ مُختلفًا تمامًا عن العيش في بيئة أقل اجتماعيّة. ولكنّه أرشدنا ولو بشكل غير واضح إلى ملامح الإنسان غير الإجتماعي

الحقيقة أنّني أرى أنّي بحاجة إلى إعادة ترتيب الأوراق وبعض المُساعدة والإرشاد في هذا البحث، ورُبّما يكونُ عندكم أفكارًا لم تخطر لي في فهم هيكل مشاعر الإنسان إذا ابتعد عن بيئته الإجتماعيّة ؟؟؟؟

هل سيكونُ هذا الإنسان مُشوّهًا - أقصد بالطباع والانفعالات الظاهرة-؟
وإذا كان ذلك مصيره فعلاً.. فما هو تأثير المجتمع على مشاعر الإنسان؟
إن كانت هذه المشاعر حزنًا، فرحًا، حسدًا، بُغضًا، وأحيانًا خوفًا

أمتعونا بردودكم
والسلااااااااام

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هلو عيني هلو يشتغل بالطين
انتي هلو عيني ذكرى تسلمين علمرور

موضوع رائع جدا شكرا الك

شكرا يا هدوله تحياتي الك